الله فوقكم -- والنار تحتكم – ياحكومة العراق المقبلة
بسم الله الرحمن الرحيم – الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الامين محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين .
اما بعد :-
كان ولا يزال قدر العراق الجريح ان يعيش في أجواء وظروف لايحسد عليها وهذا نعمة من الله تعالى باعتبار الدور الذي سيشهده هذا البلد المظلوم في قيادة العالم تحت راية الحكومة العادلة الشاملة التي يترأسها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فكان من مفردات التخطيط الإلهي العام لهذه القضية العظيمة هو أن يقع العراق المظلوم تحت طاولة التمحيص والاختبار والبلاء لتهيئته لقيادة العالم في نهاية المطاف الى الخير والصلاح والسداد .
وهذا مما شاهده ويشاهده الجميع بطبيعة الحال بحيث توالت عليه العديد والكثير من الحكومات المتعاقبة بداية من الدولة الاموية مرورا بالعباسية والمغولية والبويهية والملوكية والشيوعية والبعثية والديمقراطية . وطبعا هذا الامر لم يصدر من فراغ وانما الله تعالى يريد من الشعوب ان تجرب جميع الحكومات والانظمة التي ترفع الشعارات البراقة بانها مخادعة وغير صادقة ولا تحقق المطلوب فحينئذ تكون هذه التجربة عن دراية وواقعية فيصل الامر بالمجتمع التوحد والاتفاق على رفض هذه الحكومات جميعا والاعتراف والاعتقاد بان المخلص الوحيد لهم هو حكومة الاسلام العادلة بقيادة الامام المهدي عج فرجه الشريف .
وهذا الامر يحتاج الى زمن ووقت وتضحيات توصل المجتمع الى مرحلة التكامل السياسي الصحيح وهذا من تخطيط المولى سبحانه .
واليوم نرى هذا السباق بين الساعين لحكم هذا البلد كسباق الخيول الصاهلة التي تضرب بحوافرها كل من وقف امامها واصبح هذا المشهد مع شديد الاسف هو المشهد السائد في البلاد في كل سنة او في كل 4 سنوات واصبح هو الشغل الشاغل لابناء البلد حتى انساهم دينهم واخلاقهم مع شديد الاسف . ولكن الامر واقع لابد منه فهذا هو قدر العراق كما قلت في بداية كلامي ونحن والكل نسمع من هنا وهناك بان ذهاب الناس الى صناديق الاقتراع هو واجب ديني وشرعي ووطني ليختاروا الاصلح ويمنعوا الفرصة من صعود المفسدين على رقاب الناس وهذا امر جميل ولطيف طبعا .
ولكني اسال هنا بان هذا هو الواجب على الناس ولكن ماهو الواجب الشرعي والوطني الذي يجب ان يعمله من يفوز بالحضوة في كرسي من كراسي العراق المتعددة سواء اكان رئيس جمهورية او رئيس وزراء او وزير او نائب برلماني او محافظ وحتى مدير عام . ؟؟ !!!
ان هذه المواقع يجب على كل مسؤول ان يعرف حجم مسؤؤليتها امام الله تعالى وليتذكر دائما في كل اوقاته بان الله تعالى فوقه مطلع عليه ان زلت قدمه لاتنفعه مكتسباته التي جناها وماهي الا لحظات واذا يجد نفسه في الهاوية فليعلم ان النار تحته وان حقوق الناس ليس لله تعالى صلاحية في غفرانها فليجعلوا عملهم ومناصبهم وسلطتهم هي الوسيلة المقربة الى الله تعالى من خلال استغلالها وجعلها في خدمة الله تبارك وتعالى وخدمة ابناء هذا الشعب المسكين المحروم طوال مئات السنين مع مابذل من التضحيات الجسام وانهار الدم التي سكبت وعلى مختلف طبقات المجتمع عالم الدين و الفلاح والطالب والمهندس والطبيب.
فاهل العراق يستحقون كل شئ وهم اهل لكل شئ وكل مايقدم لهم هو قليل بحقهم وان الذي يؤذيهم او يخادعهم او يغدر بهم لاتقوم له قائمة ولايستقر له قرار فمن جعل السلطة في هذا الطريق بحيث يجعلها امانة في عنقه ويؤدي حقها شرط رضا الله تعالى هنيئا له ومن جعلها لنفسه لايلومن الا نفسه فالله فوقكم والنار تحتكم والشعب لايرحمكم فذلك المقبور صدام الهدام كان العراق كله ملكه وتحت سطوته وبالتالي لم ياخذ منه سوى حفرة صغيرة تحت الارض اوته بضع اشهر وحبل مشنقة صغير فالحمد لله الذي يهلك ملوكا ويستخلف اخرين . والله تعالى يوفق المخلصين واصحاب الضمير والدين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
الشيخ
جواد الخفاجي
18 / 2 / 2010