سعيد العراقي نائب المدير
عدد الرسائل : 740 العمر : 48 الموقع : بلد الطيبين والاوÙياء (الـــــعراق)Ù… تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: من اجل طفل مبدع.الذكاء لايكفي(ح1)ت الإثنين 08 يونيو 2009, 4:29 pm | |
| السلام عليكم يقع على الأسرة دور مهم في تكوين الجوانب المختلفة لشخصية الطفل خاصة في مراحل النمو المبكرة حيث يرى علماء النفس أن السنوات الأولى في حياة الطفل هي التي تكون شخصيته وتحدد سلوكه وأسلوب تفكيره الذي سيواجه به مشوارحياته الطويل، ويتطلب ذلك أن يكون لدى الآباء وعي تربوي لتوفير جو أسري ملائم وعناية دقيقة تجاه الصغار لتكسبهم الشخصية السوية وحتى تهيئهم للحياة المدرسية فتتولاهم المدرسة لتكمل الدور التربوي فيحدث تكامل بين دور الأسرة والمدرسة في بناء المفاهيم والجوانب المعرفية، وأهم هذه الجوانب تنمية القدرة على التفكير الابتكاري، تلك القدرة الإنسانية التي يعزى إليها ما أحرزته البشرية من انتصارات ومنجزات. وللتفكير الابتكاري الصائب فوائد جليلة من النجاح في الحياة ولا سيما في الحياة العصرية المعقدة التي تتطلب الكثير من المعارف والخبرات والمهارات. فإذا ما نجح الفرد في الوصول إلى أحكام جديدة صائبة اكتسب شعوراً بالثقة بنفسه والاعتداد بها والاحترام لذاته، ومن ناحية أخرى فإن التفكير الابتكاري يفيد أكثر ما يفيد في ظل الحياة «الديمقراطية» التي يتاح للفرد فيها أن يفكر بنفسه، ويناقش أفكاره مع عدد كبير من أفراد الجماعة. وعن طريق تدريب التلميذ على التفكير العلمي الجيد يصبح قادراً على التمييز بنفسه بين الحق والباطل وبين الأهواء الذاتية وبين الموضوعية وبين الواقعية. الابتكار أو الإبداع: هو إيجاد حل أصيل وجديد لمشكلة علمية أو عملية أو فنية أو اجتماعية ويقصد بالحل الأصيل الحل الذي لم يسبق صاحبه فيه أحد، ومن المشكلات ما يتطلب إيجاد شيء جديد أو أداة جديدة، مادية أو معنوية أو ظروف اجتماعية معينة، وهذا هو الاختراع كاختراع الميكرسكوب أو تأليف قصة. وقد جرت العادة على التمييز بين الاستدلال والابتكار فيقال: إن الاستدلال هدفه الكشف عن أشياء أو علاقات خافية كانت موجودة من قبل في حين أن الابتكار هدفه إيجاد أشياء أو علاقات جديدة لم تكن موجودة من قبل فجاليليو ابتكر المنظار المسمى باسمه واكتشف توابع المريخ فكل اكتشاف يمكن اعتباره إبداعاً إن جاء بحل جديد أصيل للمشكلة. ولقد كان الابتكار يعتبر إلى عهد قريب مرادفاً لحدة الذكاء فكان كل ذي ذكاء رفيع يسمى «عبقريا»، وكان الطفل المتوقد الذكاء يسمى موهوباً، ولا شك أن بين الذكاء والابتكار صلة وثيقة، غير أنه اتضح من الدراسات التجريبية الحديثة والقياس العقلي أن الذكاء وإن كان شرطاً ضرورياً للابتكار إلا أنه شرط غير كافٍ، فلا بد أن تقوم إلى جانبه قدرات ابتكارية معينة: 1- الأصالة: وهي قدرة الفرد على التجديد وإعراضه عن الإذعان المألوف والمعتاد. 2- مرونة التفكير: وهي قدرة الفرد على تغيير وجهة نظره إلى المشكلة التي يعالجها بالنظر إليها من زوايا مختلفة، ويصور لنا شوبنهاور هذه المرونة بقوله: ليس المهم أن نرى شيئاً جديداً بل الأهم أن نرى معنى جديداً في شيء يراه كل الناس. فقد أوحى سقوط التفاحة من الشجرة إلى نيوتن بأسس قانون الجاذبية. 3- الطلاقة: وهي قدرة الفرد على إدماج أجزاء ومعان وصور ذهنية مختلفة في وحدات جديدة كالتأليف بين رأس الإنسان وجسم الأسد في وحدة أبي الهول. وللأسرة دور مهم في تكوين البناء المعرفي لدى الطفل حيث تستطيع الأسرة أن تنمي في طفلها القدرات الإبداعية إذا هيأت له فرص البحث والتنقيب والاطلاع وزودته بالمعارف والمعلومات، وأتاحت له فرصة الاشتراك في الرحلات العلمية الاستكشافية ووفرت له الكتب والمجلات والمراجع وشجعته على قراءتها على شرط أن تتفق مع مستوى قدراته العقلية، وكذلك إذا وفرت له جواً يتسم بالحرية الفكرية وفرص التعبير الصريح عن الذات. وحيث إن الإبداع ينمو ويزدهر إذا تمتع الطفل بالصحة العقلية السوية فان حرص الأسرة على أن تهييء جواً خالياً من الأزمات والانفعالات الحادة والتوترات وخبرات الفشل والاحباط والصد والزجر فإن ذلك ولا شك يؤدي إلى تكوين الطفل تكويناً سليماً، ومن ثم ينعكس أثره على قدرته في الخلق والابداع ويتمشى هذا مع الحقيقة العلمية التي تواترت في كثير من البحوث ومؤداها أن الابداع أو الخلق ليس ثمة فطرة محضة وإنما يكفي لكي يكون الفرد مبدعاً أن يتمتع بقدر من الذكاء حدد في بعض الأبحاث بـ 120 نسبة ذكاء ومؤدى هذا أن الابتكار لا يعتمد على الذكاء وحده، بل يعتمد على كثير من العادات الذهنية والسمات التي تلعب الأسرة والمدرسة دوراً أساسيا في تكوينها. وقد دلت الدراسات أن الآباء الذين يشغلون الوظائف الفنية التخصصية الراقية يوفرون بيئة تعليمية مثيرة ومشجعة لأبنائهم كأن يتوفر للطفل الغذاء الجيد والكتاب والمجلة والمذياع والتليفزيون والأحاديث الراقية. إن مؤدى هذه الدراسات هو أن هناك تأثيراً للعوامل البيئية على نمو القدرة الابتكارية، ولقد وجد أن الطفل الذي يذهب إلى إحدى دور الحضانة يمتلك قدرة ابتكارية أعلى من زميله الذي لا يذهب إليها على اعتبار أن دور الحضانة تمثل بيئة أكثر غنى من الناحية التعليمية عن البيئة المنزلية الصرفة للطفل، وهناك دراسات أخرى أوضحت أن البيئة المثبطة عقلياً للطفل تؤدي إلى انخفاض القدرة الابتكارية، فحرمان الطفل من الاتصال الطبيعي بالأم يخفض القدرة الابتكارية، ومن الآثار الإيجابية على نمو القدرة الابتكارية لدى الطفل مقدار الساعات التي يقضيها معه الأب وكذلك فرص اللعب البنائي أمام الطفل، وعدد الساعات التي يقضيها الأب في القراءة مع ابنه، فالعوامل البيئية تؤثر على نمو القدرة الإبداعية وتؤثر بالقطع في كيفية استخدام الإبداع وتحدد الوجهة التي يتخذها إبداع الفرد فإما أن يتجه نحو الخلق والإبداع والابتكار في العلم والتحصيل والأعمال الإيجابية النافعة وإما أن يتجه نحو الإبداع في مجال السرقة والجريمة والانحراف. كما ينبغي للأسرة إشباع الحاجة إلى الحب والانتماء والاستقرار والتقدير، وأن تشجع الطفل على النجاح وأن توفر له الحرية وأن توجهه وتنمي فيه الحاجة إلى المعرفة وتشجعه على ممارسة النشاط الذاتي لأن هناك أشياء لا يمكن تعليمها إلا عن طريق بذل النشاط الذاتي مثل السباحة. وموهبة الإبداع والابتكار يمكن تنميتها عند الطفل في المراحل المبكرة من العمر خاصة سن الثانية، هذا ما أكدته الدراسات والأبحاث التي أجريت بجامعة شيكاغو الأمريكية، بالإضافة إلى أن الطفل في هذه المرحلة من العمر تكون لديه القدرة على التعبير عن احتياجاته ومطالبه وأحاسيسه ومشاعره ويستطيع أن يقوم برسم بعض الرسومات البسيطة أو ممارسة بعض الألعاب الفردية أو الجماعية التي يتعلم من خلالها النظام والتعاون الاجتماعي، ففي هذه المرحلة يكون خيال الطفل خصباً فيختلق بعض القصص والحكايات ويتخيل اللعب الخاصة به شخصيات حقيقية، وفي هذه الحالة يجب مشاركة الطفل في تخيلاته وعدم إظهار الدهشة إذا ما رسم الطفل وجه أي شخص بطريقة غريبة بل يجب تشجيعه حتى يتعلم الرسم بطريقة سليمة. وقد أكدت الأبحاث والدراسات العلمية أهمية موهبة الإبداع والابتكار عند الأطفال لأنها تسمح لهم بالتفكير السليم وتساعدهم على التوصل إلى أنسب الحلول لمشاكلهم. فموهبة الإبداع والابتكار تشغل كيان الطفل وتفكيره ومشاعره منذ المراحل الأولى من العمر وتساعده على النجاح في حياته الدراسية والاجتماعية فيما بعد، وهي أحد المفاتيح المهمة في تكوين شخصيته فينمو بطريقة طبيعية ولا يصاب بالانطواء والتوتر النفسي، ولذا يجب إتاحة الحرية الكاملة للطفل لكي يكتشف موهبة الإبداع والابتكار عنده دون الاعتماد على الآخرين. . . اتمنى من الله جلت قدرته لكم جميعا" النجاح والتوفيق ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعيد [/size] | |
|
m.mohamed عضوفعال
عدد الرسائل : 162 العمر : 40 الموقع : sydney australia تاريخ التسجيل : 21/04/2009
| موضوع: رد: من اجل طفل مبدع.الذكاء لايكفي(ح1)ت الثلاثاء 09 يونيو 2009, 9:22 am | |
| | |
|
سعيد العراقي نائب المدير
عدد الرسائل : 740 العمر : 48 الموقع : بلد الطيبين والاوÙياء (الـــــعراق)Ù… تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: السلام عليكم الثلاثاء 09 يونيو 2009, 4:32 pm | |
| شكرا" لك على الرد الجميل والمرور الاجمل (m.mohamed)عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزيزتنا ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعيد | |
|
المشرف العام مديـــــر المنتــــــــــــدى
عدد الرسائل : 821 العمر : 56 رقم العضوية : 1 الموقع : اين ما تكون الحقيقة تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: من اجل طفل مبدع.الذكاء لايكفي(ح1)ت الثلاثاء 09 يونيو 2009, 10:39 pm | |
| شكرا جزيلا" لك على هذه المواضيع ودام عطائك ومساهماتك وبوركت اينما وجدت | |
|
سعيد العراقي نائب المدير
عدد الرسائل : 740 العمر : 48 الموقع : بلد الطيبين والاوÙياء (الـــــعراق)Ù… تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: السلام عليكم الثلاثاء 09 يونيو 2009, 11:21 pm | |
| يـــــــــــــــــــسعدني كثيرا" حضورك الدائم في مواضيعي ودعمك لي فلك مني كل الشكر والتقدير ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعيد | |
|