بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واصحابه الاخيار المنتجبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سامراء المشرفة نعمة كُفرَ بها
:. ان شكر المنعم من أوجب الفروض الإلهية ويتم ذلك بطرق عدة منها المحافظة على النعمة والخضوع للمنعم وكسب رضاه سبحانه, وفي كثير من الأحيان تكون تلك النعمة مناط ابتلاء وامتحان وليعلم من يشكر ومن يكفر, ومن ابرز النعم والتي لا يشعر بها العبد إلا بعد أن يفقدها نعمة الأمان وما جرى على العراق خلال العقود الأخيرة لهو المثال الأوضح لما تقدم, وما حصل إلا نتيجة ابتعاد المجتمع عن شريعة السماء ومسلك الأنبياء وهدى الأولياء فمن تخلف عن النهج القويم والصراط المستقيم ورسالة خاتم النبيين وأوصياء المعصومين ظل الطريق وورث الهوان والذل, فإنهم سفن النجاة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ان أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» الوسائل: ج27 ص34.
إن الله سبحانه انعم على ألامة برسوله وآل بيته فالواجب شكر الله على نعمه فما دام رسول الله بين ظهرانينا لا نعذب قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) الأنفال 33.
• أظهار النعم:
أن الله سبحانه وتعالى يحب إذا انعم نعمه أن يراها ظاهرة على عبده عارفاً قيمتها ممتن لله سبحانه بذلك لا أن يهينها وينقص قدرها فان فعل ذلك فضلا عن ذم العقلاء لهكذا عمل فمن يفعل لا يلومن إلا نفسه.
هذه هي سائر النعم ويزداد الأمر أهمية كلما ازدادت ألنعمة قيمه بل إن من النعم ماهو مقدس, أليس وجود ذات الرسول صلى الله علي وآله وسلم نعمه مقدسة ومن فوائد وجوده كما تقدم إحلال الأمن ودفع العقوبة ومن يتصفح التاريخ ينبهر من حبا الله سبحانه وتعالى أهل ألمدينه المنورة بعد أن نزلها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وماحل بها بعد أن ضيع هؤلاء امتداد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, المتمثل بآله المعصومين عليهم السلام وتخلفهم عن نصرتهم ومن ابرز العقوبات التي حلت بهم أنهم ورثوا الذل عندما أبيحت ألمدينه في عهد يزيد بن معاوية فسفكت الدماء وهتكت الأعراض وحدث ما حدث ومن يريد التفصيل فليراجع كتب التاريخ يرى العجب العجاب.
• نعمة أهل البيت عليهم السلام:
خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألهداة هم الامتداد الطبيعي وبالجعل الإلهي للوجود المقدس للرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وبموالاتهم تتم النعمة وبهم اكتملت الشريعة ولهم الولاية العظمى والنعمة الكبرى على أهل الأرض هم الأمان الذي لا ينبغي الغفلة عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلام: «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب آل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون» تفسير البرهان:1/383 الحديث 11.
ولعمري إن في قوله صلى الله عليه وآله وسلم أهل الأرض أي جميع أهلها مسلميها وغيرهم بل كل ما على سطحها وما فيها فإن أهل البيت سلام الله عليهم لجميع الناس شرط معرفه فضلهم ومكانتهم والاستفادة منهم وهم الشهداء الذين عند ربهم يرزقون,نؤمن بأنهم يسمعون السلام ويرددون الجواب ولو أردنا التوقف عند هذا المعتقد لطال المقام بنا.
• سامراء والنعمة الإلهية:
قال الإمام ابومحمد الحسن العسكري عليه السلام: «قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين» التذكرة ط ح ج8 صـ455.
إن من اكبر النعم الإلهية على أهل الأرض عموماً ولأهل سامراء لسامراء على وجه الخصوص الوجود المبارك للضريح المقدس للإمامين الهمامين الهادي والعسكري صلوات الله عليهم وعلى آبائهم.
فالواجب كما تقدم أبداء شكر المنعم ومعرفه حقهما وعدم الرضا بالإهانة العظمى التي ارتكبت بحق مرقدهما الطاهر فإن الراضي بفعل قوم مشارك لهم فيه وبخاصة إن هذا المرقد الطاهر مذكر العالم اجمع بالعداله ألسماويه التي وعد الله سبحانه وتعالى عباده بتحقيقها وظهار الإسلام على الدين كله ليعم الدين الحق للدنيا بأسرها فإن القبر الشريف هو بيت الإمام المهدي عجل الله تعالى مخرجه الشريف حيث دفنا عليهما السلام في بيتهما.
كما هو معروف وان بيت الإمام عليه السلام وهو رمز وجوده, فشاء الله سبحانه وتعالى إن يكون هذا الرمز وسط أعداءه العباسين الذين قتلوا آله ومضوا شهداء ورغم ذلك لم يتجرأ احد منهم على تهديم ذلك الرمز, ألا إن أعداءهم وبعد اكثرمن ألف ومئة وخمس وسبعون عام ومازالوا يحملون الحقد الدفين عليهم, فكفروا بهم وبأنعم الله فيهم وبذلك استحقوا العذاب في الدنيا والآخرة وإنهم ظلموا أنفسهم قبل أن يظلموا غيرهم قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) ابراهيم:42.
وان المنظور القرآني للظالم هو من ارتكب أدنى ذنب فما بالك بمن ارتكب جريمة تفجير المرقد الطاهر فهو ظالم بل هو في قمة الظلم وكل من رضي بذلك فهو كذلك وكل من وقف حيال إعادة البناء فهو بمستواهم وذات الأمر ينطبق على كل من عرقل أو تباطئ أو ساوم على ذلك فقدم أي أمر على هذا الأمر الجلل, فهل يعقل إن الكل متفقون على ضرورة أعاده الأعمار لهذا المرقد المقدس الذي يعد من اثمن ما نؤمن به ويؤمن به غالبيه المسلمين ورغم ذلك وهذه السنه الثالثه منذ الفاجعة والآن يعُلن انه ستبدء ألمرحلة الأولى لاعاده الأعمار.
اللهم انك تسمع وترى فاشهد على كل من باع أخرته بدنياه فإننا منهم براء.
اللهم أرنا الطلعة البهية والغرة الحميدة وأكحل أبصارنا بنضرة منا إليه اللهم انتقم لنا من كل ظالم ظلم حق محمد وآل محمد. ولاحول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم.
تحياتي لكم وبحفظ الرحمن,