الشطرة مدينة في قلب الناصرية

الموضوع منقول
من النادر ان تحوي مدينة ما مزايا تتيح لها التألق في أكثر من جانب وتساير بإبداعها ما تعجز عنه مدن كبرى ، فكيف اذا كانت هذه المدينة هي قضاء الشطرة.
والشطرة ( 300 كم جنوب بغداد ) إحدى مدن محافظة ذي قار ، وتبلغ مساحتها ( 384 كيلومترا مربعا ) تشكل نسبة 3% من مساحة المحافظة ، تتميز بمقومات طبيعية واقتصادية وبشرية حقق لها حضورا مهما في المنطقة الجنوبية من العراق ، تجاورها ناحيتي الغراف والدواية التابعتين لها إداريا ، لتشكل معهما اكبر قضاء في العراق يبلغ عدد نفوسه أكثر من نصف مليون نسمة ، وهي إحدى ابرز مدن حوض الغراف ، الذي يتفرع من نهر دجلة عند مدينة الكوت ويمر بطول ( 178 كم ) بمدن الحي والفجر وقلعة سكر و الرفاعي والنصر ، لينتهي في البدعة التي تبعد 3كم عن الشطرة وتعتبر من أجمل مناطقها ، ليتفرع إضافة إلى الجداول التي يوزع ناظم البدعة المياه فيها إلى نواحي الدواية و الغراف والمناطق الأخرى ، إلى شط الشطرة الذي يخترق المدينة ويشطرها إلى صوبين ، الشرقي الذي كان يسمى ( صوب الحريشيين ) ، والصوب الغربي ، أما عدد نفوس المدينة والقرى المحيطة بها يبلغ حوالي ( 200 ألف نسمة ) يشكلون 12% من سكان محافظة ذي قار .
تقطن حول المدينة عشائر عربية أصيلة ، سكنت المنطقة منذ عقود طويلة من الزمن ، وساهمت في تأسيس المدينة وبنائها وتوسعها ، أهمها عشائر العبودة وال عواد وبني زيد وخفاجة وبني سعيد ، وغيرها من العشائر الأخرى التي أضفت على المدينة طابع اجتماعي خاص .
العمق التاريخي للمدينة
تقع بالقرب من مدينة الشطرة مواقع أثرية تعود لحقب تاريخية مهمة ، منها موقع ( بادتييرا ) غرب مدينة الشطرة بحوالي 15كم ، وموقع ( لكش ) الذي يقع شرقها بحوالي 17كم والذي يعود إلى مملكة لكش في العصر السومري ، وموقع ( تلو ) 10كم شمال المدينة ، الذي اكتشفت فيه تماثيل الملك ( كوديا ) ونقلت إلى متحف اللوفر في باريس ، وغيرها من المواقع الأخرى .
مراحل تأسيس المدينة
كانت الشطرة قرية صغيرة مبنية من القصب والطوب تسمى بالشاهينية ، انتقل أهلها إلى مكان آخر بعد أن جف نهر ( أبو شبيبة ) الذي كانوا يعتمدون عليه في زراعتهم وشؤون حياتهم الأخرى ، فتأسست الشطرة القديمة عام 1788م ، وكان أكثر الناس فيها يزاولون الزراعة والرعي .
وظلت هذه المدينة موضع اهتمام وإقبال الكثير من التجار والرحالة الأجانب ، زارها الرحالة البريطاني ( هور ) عام 1817م فكتب عتها يقول : (( وصلنا في 27 كانون الثاني عام 1817 إلى الشطرة ، وهي مدينة معتبرة ، بل هي المدينة الوحيدة في منطقة الغراف التي تستحق هذه التسمية بعد مدينة الكوت ) ، و وصفها آخر بأنها لؤلؤة ما بين النهرين .
بيد انه بعد أن حدثت في نهر الغراف شحة شديدة في مياهه استمرت ثلاث سنوات من ( 1870- 1872 ) ولم تصل المياه إلى نهر الخليلية الذي كان يغذي الشطرة القديمة بأسباب الحياة ، وعاش أهلها وأبناء القرى المحيطة بها مصاعب جمة ، حيث تناقصت المواد الغذائية ، وحلت المجاعة ، وسميت تلك السنوات ( لوعة ) أي القحط ، عندها اضطر سكانها للبحث عن مكان آخر وهو موقع الشطرة الجديدة .
ونظرا لأهمية الموقع الجديد للمدينة ، استقطب التجار و أصحاب رؤوس الأموال لاستثمار أموالهم في التجارة ، وقاموا ببناء الأسواق ومخازن الحبوب والبيوت والمحلات الكبيرة ، ومن هؤلاء التاجر ( نعوم سركيس ) الذي كان موجودا في الشطرة القديمة وانتقل مع أهلها إلى الشطرة الجديدة ، وهو رجل مسيحي من حلب في سوريا وسكن بغداد في منطقة السنك ، وكانت له علاقة متينة مع ناصر باشا حاكم الناصرية ، وكان يقوم بجباية الضرائب من المزارعين مما شجعه على السكن في المدينة لاستثمار أمواله التي كان يحصل عليها بواسطة الحكام الأتراك ، ومن التجار الآخرين حسين الشعرباف الذي قام ببناء الأسواق والخانات والحمامات ، وغيرهم كثيرون استقطبتهم المدينة من مختلف مناطق العراق الأخرى فساهموا بتوسعة المدينة وأسواقها .
تألق وإبداع أبناء المدينة
تأسست في المدينة دواوين أدبية ، ومكتبة عامة حكومية ، وأخرى أسسها عام 1964 م المرحوم العلامة الشيخ إبراهيم الكرباسي الذي جاء من النجف الاشرف وسكن في الشطرة وهي مكتبة ( الإمام الصادق ( ع )، إضافة إلى مكتبة ( الغراف ) التي أسسها المرحوم عبدالحميد ناصر ، فأضفت هذه المكتبات والدواوين طابعا ثقافيا غمر أبناء المدينة التي أنجبت مبدعين في مجالات الأدب والثقافة وغيرها ، ومنهم الشهيد الراحل ( شهاب احمد التميمي ) نقيب الصحفيين العراقيين الذي اغتيل في بغداد عام 2007 ، والأديب الراحل عبدالواحد الهلالي ، والراحل زامل سعيد فتاح ، ومن المبدعين الشطريين الأحياء الشاعر الكبير عريان السيد خلف ، والأديب حسين الهلالي ، والشاعرة العراقية المبدعة رسمية محيبس .
أما في مجال الفن فمنهم الممثل الكبير الراحل طالب الفراتي ، وفي مجال الطب والعلوم برز الطبيب العراقي المعروف حكمت الشعرباف ، والعالم الفيزيائي العراقي المغترب عبدالحسين ملا محمد الذي هاجر إلى أمريكا في نهاية الستينات واثر العودة إلى البلاد مؤخرا ليستقر في مدينة الناصرية ، وفي مجال الرياضة البطال الدولي علي هداد .
ومن الأسماء اللامعة الأخرى ( نعيم الشطري ) صاحب مكتبة الشطري الشهيرة في شارع المتنبي ببغداد ، ومن السياسيين من أبناء المنطقة الذين تركوا بصمات قوية في تاريخ العراق الحديث هو ( السيد عبدالمهد آل بوهاون ) عضو البرلمان العراقي في العهد الملكي ، ونجله الدكتور عادل عبدالمهدي نائب رئيس الجمهورية الحالي ، والقائمة تطول لا يسع المجال هنا لذكر العديد من الأسماء التي ذاع صيتها في مختلف المجالات وعبروا الحدود بإبداعاتهم ليساهموا في حضارة عالمنا المعاصر ، هؤلاء السومريون .

بين الم الماضي القريب ، وأمل الحاضر المتطلع
هذه المدينة المعطاء اعدم العشرات من أبنائها على أيدي زمر النظام السابق ، وزج آخرون منهم في المعتقلات ، وشارك أهلها مع بقية أبناء العراق في الانتفاضة الشعباية عام 1991 التي قمعت بقسوة وعنف ، وكان لأبناء الحركة الإسلامية من شباب الشطرة الصولة التاريخية الشجاعة في ضرب الطاغية الصغير المقبور عدي .
فحكم عليها بالإهمال وتجفيف أنهارها وهجرة مزارعيها للبحث عن عمل في المحافظات الأخرى ، وعانى شبابها الأمرين من الحصار والحروب والقمع والابتزاز ، فاضطر اغلبهم للهجرة خارج العراق ، ولم ينشا فيها أي مشروع خدمي سوى المستشفى الذي تبرعت به منظمة ( كير ) الدولية تحت إشراف المرحومة التي اغتالتها يد الإرهاب ( مرغريت حسن ) .
وبعد سقوط النظام البائد ، ومنذ بدء حركة الاعمار في البلد ، انشأ أكثر من 70 مشروعا في مدينة الشطرة في مختلف القطاعات الصحية والخدمية والمجاري وتعبيد الطرق ، والتربية والكهرباء والرياضة ، بكلفة قاربت 70 مليار دينار عراقي ، إلا أنها حسب مسؤولين ومواطنين لا تسد حاجة المدينة المتزايدة وتوسعها السكاني والعمراني والتي أهملت لعقود طويلة .
الشطرة .. مدينة تنعم بالسلام والمحبة والطيبة ، لا تكفي الكلمات أن تفي بحقها وحق أهلها الذين أحبوها وأعطوها الكثير كما أعطتهم هي من دفئها وجمالها .

loo shefet alkomer zalaan kol yekhazel alshatraa,arooh fedwaa lel shatra wa aheel alshatraa ,,moskoo alsekheraa flower

SALAMALYKOM MADENAT ALSHATRA BEHA SER ALAH YALAM BEHE LA ATAKED ENAHO AKO 1 MEN JANOB ALIRAK MA YAHEB WA LAHOO NASMAA KHASA BE KALBAHO ALA ALSHATRAA WA ANE KHAWALEE MEN HADE ALMADENA SHOKRAN WA MAOTHOA JAMEEL JEDAN WA YA RET LO AKOO SOWAER AKTHER flower

aboo mohaned كتب:: loo shefet alkomer zalaan kol yekhazel alshatraa,arooh fedwaa lel shatra wa aheel alshatraa ,,moskoo alsekheraa

نشكرك ياابو مهند على مشاعرك النبيلة والله يبارك بك وبجهودك

موضوع: السلام عليكم الجمعة 12 يونيو 2009, 11:01 pm

انت دائما"متميز وعنوان للابداع وموضوعك من اروع المواضيع التي كنت انتظرك تكتبه لنا

شكرا" لك

شكرا على هذه الزيارة القصيرة،و نحن في إنتظار المزيد
flower

akhh wee alshatraaa yamahboob amat alyaa""""ajmel kathaa be kol dewal alalem be nasaha wa ashaerohaa,wa la nansaaa shaja"atahom flower

helooo alah ala alshatraa wa ahel alshatraa,,ma shefet alshatraa bas maraa be aaam 1977

» مقدمة لتاريخ مدينة الناصرية
» مدينة النكبات على مدى العصور
» مدينة النكبات على مدى العصور
» اربعين نكتة على اهالي الناصرية
» الناصرية وداخل حسن والغناء الريفي