التعريف العلمي:-
هي شكل من أشكال الطاقة تنشأ عن انعدام التوازن بين نوعين من جسيمات المادة (الألكترونات والبروتونات) يتمتعان بخاصية التجاذب والتنافر: فالألكترونات تتجاذب مع البروتونات ولكنها تتنافر مع مثيلاتها، والبروتونات تتجاذب مع الألكترونات ولكنها تتنافر مع مثيلاتها، وهذه الخاصية هي ما يعرف بالشحنة الكهربائية Electrical charge. وتعتبر الذرة وحدة المادة الأساسية. وهي مؤلفة من شحنات سالبة (ألكترونات) وشحنات موجبة (بروتونات) وشحنات متعادلة التكهرب (نيوترونات). وهذه الشحنات تتوازن في الأحوال العادية. فإذا انتقل ألكترون أو أكثر من ذرة إلى أخرى قل عدد الألكترونات في الأولى فأصبحت موجبة وزاد عددها في الأخرى فأصبحت سالبة، وبذلك يفقد التوازن ويحدث الجهد الكهربائي Potential. وتدفق الألكترونات في الموصلات هو ما ندعوه التيار الكهربائي Electric current. ووحدات قياس التيار هي الأمبير Ampere (لقياس قوة التيار أو شدته)، والفلط Volt (لقياس القوة الدافعة الكهربائية)، والكولوم coulomb (لقياس الكمية الكهربائية (لقياس القوة الكهربائية)، والأوم Ohm (لقياس المقاومة الكهربائية). والموطور أو المحرك يحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية، والمولد Generator يحول الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية. والتيار الكهربائي ذو طاقة حرارية تستخدم في الإضاءة وتشغيل الماكينات. وقد لوحظت الكهرباء في الطبيعة -أول ما لوحظت- بوصفها برقا، وبوصفها كهرباء سكونية أو أستاتية Static، أما استخدام الكهرباء على نطاق واسع فلم يتم إلا في أواخر القرن التاسع عشر. وأما لفظة Electricity فقد صاغها الفيزيائي الإنكليزي وليم جيلبرت.
التعريف البسيط:_
هي كلمة أطلقت للدلالة على ذلك العامل القوي المجهول الذي يتولد في بعض الأجسام بالدلك. فإذا دلكت قطعة من الزجاج دلكاً قوياً بقطعة من الصوف اكتسبت خاصية جذب الأجسام الخفيفة كقصاصات الورق وقد شوهد صنفان من الكهرباء وهما الكهرباء الموجبة والكهرباء السالبة، وقد عرفا بأن الجسمين المتكهربين من نوع واحد يتنافران وأما إذا كانا متكهربين من نوعين مختلفين فإنهما يتجاذبان. ولا يعلم كنه تينك الكهربائيتين المختلفتين وقد سميت إحداهما موجبة والأخرى سالبة.
وقد كان عِلْمُ الأقدمين أن الكهرمان الأصفر يكتسب بالدلك خاصة جذب الأجسام الخفيفة كنشارة الخشب وقصاصات الورق وزغب الريش. وقد نسب فلاسفة ذلك العصر هذه الخاصة لسبب خاص سموه بالكهرباء.
وفي نهاية القرن السادس عشر علم أن هذا الخاصة الموجودة في الكهرمان توجد أيضاً في عدد عظيم من الأجسام كالراتينج والزجاج والكبريت وغير ذلك وتوجد أجسام أخرى وبالأخص المعادن لا تظهر فيها هذه الخاصية مهما كانت المدة التي تدلك فيها. وبهذا قسمت الأجسام عند ذلك إلى أجسام تتكهرب بالدلك وأجسام لا تتكهرب به إلا أنه قد ظهر فيما بعد أن هذا التقسيم ليس بحقيقي.
وفي مقدمة القرن الثاني عشر توصل الطبيعي (غري) لبيان أن الكهربائية التي تتولد بالدلك على أنبوبة من الزجاج تسري منها إلى سدادة من الفلين مثبتة على فوهتها إلى ساق من البلوط مثبت في هذه السدادة ثم إلى فتيلة من الكتان مربوطة في هذه الساق وأخيراً إلى كرة من العاج معلقة في نهاية هذه الفتيلة وعلى بعد من طرفها الثاني يزيد عن مائتي قدم فظهر له حينئذٍ من هذه التجربة ومن جملة تجارب أخرى مشابهة لها أنه يمكن اعتبار الكهربائية ناتجة من سيال خاص يتولد على الأجسام التي كالكهرمان والزجاج بالدلك ويمكن أن يسري منها إلى أجسام أخرى ملامسة لها كالفلين والخشب والكتان والعاج والمعادن.
وقد سميت هذه الأجسام الأخيرة أي التي يظهر أنها لا تحدث مقاومة محسوسة على سريان الكهربائية فيها بالأجسام الجيدة التوصيل للكهربائية.
وقد شوهد أن الكرة الأرضية جيدة التوصيل للكهربائية وذلك لأنه إذا أوصل جسم موصل للكهربائية ومتكهرب ككرة العاج السالفة الذكر بالأرض بواسطة جسم موصل للكهربائية شوهد أنه يفقد كهربائيته. وكذا إذا لمس الجسم المذكور باليد وهذا دليل على أن جسم الإنسان موصل للكهربائية أيضاً.
أما الأجسام الرديئة التوصيل للكهربائية فهي التي تقاوم سريان الكهرباء في أجزائها مثال ذلك إذا دلكت قطعة من الراتينج بالصوف حدثت كهربائية على النقط المدلوكة دون غيرها ولا تسري تلك الكهربائية إلى النقط الأخرى وقد سميت أمثال هذه الأجسام بالأجسام الرديئة التوصيل للكهربائية لأنها تقاوم سريان التيار فيها.
من الأجسام الرديئة التوصيل للكهربائية الراتينج والزجاج والكبريت والصمغ المرن والحرير والورق الخ. والهواء موصل رديء للكهربائية لأنه لو كان موصلاً جيداً لها لكانت الكهربائية التي تتولد على سطح الأجسام بالدلك تضيع في الجو، وكان من الممكن أن تكون الظواهر الكهربائية غير معلومة لنا إلى الاَن. ومع ذلك فإن الهواء يكون موصلاً للكهربائية كثيراً أو قليلاً عندما يكون رطباً وبذلك يصعب عمل التجارب الكهربائية في أوقات الرطوبة.
إذا تقرر أن الكهرباء تتولد بالدلك قلنا أنه وحده وسيلة لتوليدها في الصناعة وقد صنع لذلك دائرة واسعة من الزجاج تدور على محور بواسطة آلة بخارية دوراناً شديداً وجعلت بعض نقط سطحيها ملامسة لقطع من الصوف بحيث إذا أديرت دلكت بها دلكاً مستمراً فتتولد عليها الكهرباء فتسري منها إلى قطع من المعادن أعدت لاجتنائها أولاً فأولاً بواسطة التماس فإن الكهرباء تسري من الجسم المكهرب إلى جسم اَخر بمجرد تماسهما . ثم توصل تلك الأجسام المكهربة بأسلاك أما لتوليد الضوء أو لتوليد الحركة.
أما استخدام الكهرباء في إدارة الاَلات فسهل التفسير لأنها لما كانت قوة موثرة فإذا سلطت على اَلة قابلة للتحرك كالعجلات أو نحوها تحركت مضطرة كأنها مسوقة بالبخار.
وأما توليدها للضوء فيحتاج لبعض التفصيل وذلك أن الكهرباء لا تتولد إلا مصحوبة بمقدار من الحرارة على حسب شدتها وهذه الحرارة تظهر في الأسلاك على نسبة ثخنها فكلما رقت كانت أكثر تأثراً بها. وقد توصل المخترعون لأن يصلوا بالأسلاك الكهربائية المعتادة سلكاً شعرياً من المعدن في غاية الدقة بحيث لو مرت فيه الكهرباء سخنته تسخيناً شديداً بسبب دقته واستحالت إلى ضوء شاسع لا يعدله ضوء اَخر. ومن يتأمل في المصابيح الكهربائية يرى ذلك السلك الدقيق ملفوفاً لفاً حلزونياً داخل فقاقيع زجاجية مغلقة.
ثبت أن كل شيء فيه نوعان من الكهرباء سالبة وموجبة على حالة تعادل وتوازن حتى في الإنسان نفسه.