لماذا لوثنا هذه الفطرة الطاهرة ؟؟؟!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم – الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين الرسول الامين محمد وعلى اله الطاهرين .
ان هذا الموضوع الذي ابحث فيه هو من صلب الواقع الذي عشته بنفسي ونعيشه اليوم وغدا ولايخفى على كل ذي لب فلا يستغرب القارئ الكريم من طرحه بهذا الاسلوب لان من طبيعتي ان اتكلم بالمواضيع او الامور بما هي هي بدون أي تلميع او رتوش كما يعبرون وهذا هو الطريق السليم في بيان امور الحياة للناس بما رسمها الله تبارك وتعالى . ان المجتمع العراقي عموما وشيعة اهل البيت عليهم السلام خصوصا يعطي لرجل الدين قداسة خاصة واكثر الاحيان مع شديد الاسف تكون قداسة عمياء لحبهم لاهل البيت عليهم السلام ولصفاء نياتهم وقلوبهم لانهم يعتبرون العمامة هي الممثل لمدرسة اهل البيت عليهم السلام . في احد الايام في النجف الاشرف كان معنا في الدرس احد الطلبة الكبار في السن وذو شيبة وله صلة مع الفقهاء السابقين رحمهم الله تعالى فانه ينقل لنا بانه في زمانه كان احد الفقهاء في النجف الاشرف ولم يذكر اسمه يقول : ( ان هذه العمامة افضل من قبة علي بن ابي طالب عليه السلام ) لانها ترمز الى كل مدرسة اهل البيت عليهم السلام . وفي شاهد اخر على مكانة العمامة والزي الحوزوي هو اننا كنا في احد الدروس الاخلاقية لسماحة الشيخ صالح الطائي وساله احد الطلبة عن جواز لبس العمامة لطلبة الحوزة فكان جوابه بانه يدعو كل الطلبة الى ارتداء هذا الزي الشريف لاسباب ثلاثة ذكرها وهي :-
1- ان اظهار الزي الحوزي في المجتمع هو نشر واظهار لمدرسة اهل البيت عليهم السلام .
2- ان الناس منشغلون في حياتهم اليومية بامور عملهم وهمومهم ومصالحهم وزحمة امور الدنيا والمتعددة فينسون ذكر الله تعالى فلما يرون العمامة يذكرون الله تبارك وتعالى وينتبهون من غفلتهم .
3- قد يكون احد الناس لديه سؤال شرعي او مشكلة ما وحائر في حلها فلما يرى العمامة يتذكر السؤال ويجد الحل المناسب فيرتفع عنه الاشكال او ترتفع عنه المشكلة . فمع كل هذه المكانة الالهية الالهية والاجتماعية لرجل الدين الحوزوي نرى مع شديد الاسف اغلبهم لايفهم هذا المعنى ولايجعل امام عينيه هذه المكانة وهذه النظرة الفطرية السليمة لدى الناس . ينقل لي احد الاخوان من طلبة الحوزة العلمية في النجف الاشرف قصة وقعت معه في احد المجالس حيث يقول : (( كنت مدعوا عند احد الاخوان المؤمنين فحضرت عنده وحضر بعض من الناس ولما انتهت الجلسة وتفرق الناس الى منازلهم وبقيت فقط انا وصاحب الدار نزعت عمامتي من راسي ووضعتها جانبا وقلت لصاحب الدار ان يهئ لي بيت الخلاء لقضاء الحاجة فتعجب صاحب الدار من طلبي هذا وقال لي متسائلا بعجب شيد – شيخنا انتم تتغوطون كما يتغوط الناس ؟؟؟؟!!!! – فكان يتصور ان رجل الدين لايتغوط – فشرحت له الامر - فتامل في هذه القصة جيدا – فذهبت الى بيت الخلاء ولما رجعت لم اجد عمامتي فسالته عنها فقال لي ا نامي اخذتها ووضعتها في طشت الماء لترش الماء في البيت لان فيه عقارب وتريد قتلها بماء العمامة ) اترك التعليق للقارئ الكريم . فهل من المعقول ان نقابل هذه الفطرة بالاساءة لها اليس الواجب علينا ان نقابلها بالتكريم والمحبة والود والتواضع والخدمة الحقيقية الصادقة . في يوم من الايام كنت امشي في شارع الحويش في النجف الاشرف متوجه الى دروسي فاستوقفني رجل كبير لااعرفه قائلا لي : السلام عليكم فقلت له : وعليكم السلام فقال لي : شيخنا اريد ان اسالك سؤالا فقلت له تفضل فقال لي : لما شخص يقول لكم السلام عليكم فبماذا تجيبونه ؟ فقلت له نجيبه بعليكم السلام فقال لي : قبل قليل لاقاني شيخ معمم فقلت له السلام عليكم فقال لي : @ هلو @ معقوله هاي – قد يتصور البعض ان في بحثي هذا اسئ للحوزة او للطلبة او للمشايخ الكلام فليس قصدي هذا وانما اقصد من ذلك الدعوة بان ننتبه الى انفسنا ونحترم الناس ونحترم شريعتنا واخلاق اهل البيت عليهم السلام فالشريعة افضل من كل شئ حتى من المعصوم عليه السلام – فهذا شهر رمضان على الابواب فلنجعل سلوكنا تمثيل لسلوك اهل البيت عليهم السلام حتى تؤثر الكلمة او الموعظة لدى الناس ولانلوث الفطرة السليمة بمخارج نبرر بها لانفسنا مانفعل دون ان نعرف حقيقة موارد هذه المخارج الشرعية من قبيل مايليق بشانه وغيرها – والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
الشيخ
جواد الخفاجي