عادات غير حضارية في دوائر الدولة
بقلم مجاهد منعثر منشد الخفاجي
في الاونه الاخيرة شاهدنا وسمعنا من الموظفين في دوائر الدولة بعض السلبيات لدى دوائر اعلى مرتبة من الاخرى .
ويقابلها تصرفات موظفين مع مواطنين في المستشفيات ,فهناك مستشفى شاهدنا فيها السلبيات التالية :ـ
1. وجود موظفين عقود يستخدمون الكلمات البذيئة مع المواطنين الذين هم اكبر سن ..وافضل مكانه في المجتمع في اوقات المراجعة لمرضاهم .
2. عدم تصليح المصعد الكهربائي في المستشفيات ذات الطوابق العالية ,,وهناك مرضى اجريت لهم عمليات ..ومواطنين زائرين معوقين منهم وجهاء لايستطيعون الصعود على السلم (الدرج ) ..ومنهم من صعد في مصعد النفايات للوصول الى مريضه ..فهل النفايات افضل من المواطن الوجيه ؟ هذا فيض من غيض عن المستشفيات.
واما دوائر الدولة سنأخذ مثل ..والامثال تضرب ولاتقاس تسلسل وزارة الصحة بالشكل التالي :ـ
الوزارة فيها شعب واقسام ثم تتبعها دوائر الصحة في عموم البلد ودوائر الصحة لها مستشفيات وقطاعات والقطاعات لها مراكزصحية رئيسية وفرعية .
ففي الوزارة موظفين عندما يذهبون الى دوائر الصحة بواجب يخص قسم من اقسام دائرة الصحة يكون انذار لدى الدائرة وتوابعها ..وكأن هذا الموظف هو الوزير بعينه ..وكذلك دائرةالصحة عندما يكلف موظف بواجب الى قسم في مستشفى او قطاع رعاية صحية اولية يكون انذار لديها والتوابع من المراكز وكأن الموظف مدير دائرة الصحة ..وهكذا القطاع عندما يذهب موظف بواجب الى المراكز الصحية لقسم معين كأنه مدير قطاع مع العلم أن الموظف المكلف بواجب لقسم من المؤسسات المذكورة يحمل شهادة تعادل شهادة الموظف في المواقع المشار اليها ,فاذا كان طبيبا كان مدير الدائره والتوابع طبيبا .واذا غير ذلك ,فهو مماثل للاخر .
وتكون مسئلتين في الموضوع تسلط يقابلها اخفاء سلبيات ....وكلاهما ضرر وانعدام ثقافة (سوء فهم ) بالتالي يكون هدم وليس بناء .
وهذا بحاجه الى ثقافة من قبل كافة الوزارات الى الموظفين أن يوضحوا لهؤلاء ان عصابة العين ..ووقت كم الافواة انتهى وزال مع زوال النظام البائد .
والان جاء دور البناء الذي ترافقه محاور منها الاحترام والاسلوب القانوني السليم .فمثلا شاب عمره 20 سنة تعين في اول سنة في الوزارة في احد الاقسام عندما يكلف بواجب في احد اقسام دائرة تابعة للوزارة ,فيجد مسؤول القسم يعادل عمره مرتين من باب العمر ولديه خبرة في العمل تعادل عمره على الشاب المقبل ان يكون مؤدبا حتى في الكلام مع هذا الشخص الكبير السن ..والمنطق العقلي تكون هذه المحاورة بينهما :ـ
السلام عليكم .وبعد رد السلام .
تفضلوا هذا كتاب من الوزارة لجنابكم ينص على تكليفي بمتابعة (موضوع ما ) .
ويخرج الشاب منجز عمله باكمل وجه واضعا نظرة جميله على اخلاقه ..وعلى وزارته عندما اختارته للواجب ..وقد كسب صديقا اكبر منه استفاد منه من خلال تجاربه ..وعاد للوزارة حاملا معه موضوعه ..وما يحتاجه القسم من متطلبات ليكون اكثر تطورا من اجل خدمة المواطن .
واما انه يأتي (الشاب ) مبيننا انه يمتلك صلاحيات الوزير ويتكلم مع الموظفين كانه الوزير بعينه ولايمتلك أي تخويل رسمي بالواجب غير الهوية,فهذا مخالف للقانون اولا ..وللفساد الاداري ثانيا ..الخ .
ونأتي الان الى باب الواقع واخذنا مثلا وزارة الصحة. وذكرنا الامثال تضرب ولاتقاس .
وللمقارنه فقط اصغر مركز صحي فرعي يقدم خدماته للمواطنين ..وبالافضلية الشرعية ربما يكون اجر الموظف فيه عند الله عزوجل اكبر من موظف الوزارة .
والمسؤولية اكبر على الموظف في المركز كونه يحتك بشكل مباشر مع جسد انسان .فيكون كالقاضي في المحكمة ..اي يجب مراعاة حالته النفسية لكي لايخطأ مع الجسد البشري بسبب التوتر من كلام الاعلى .
والمنظور العيني يقول ان الوزارة ادارية ودوائرها ادارية وقطاعاتها ادارية والتنفيذ الاول والاخير المستشفيات والمراكز الصحية أي الاخيرتين هما في الساحة مع المواطنين ..وفي احد مقالاتنا بعنوان (مع حب الوطن والولاء اليه ) ذكرنا - المواطنية: هي صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماءه إليه .وبماأن الوطن بيئة اجتماعية وعلاقات انسانية ومكان جغرافي ..يجب أن تكون حقوق تمارس للمواطن ومقابلها ستكون واجبات تؤدى .
الرؤيا للمواطن تكون بهذا المفهوم أننا جميعا نصنع الوطن ونكون الديمقراطية في ورشة مكونه من قاعدة اجتماعية يتم فيها انتاجات تحويل الأفكار والحقائق إلى وقائع .. والتحليلات إلى سياسات وبرامج عمل .
وعلينا أن نستقبل المعارضات داخل الوطن أذا كانت على أساس وطني .. واذا زرع هذه المفهوم في الاذهان سيكون لنا حصاد عمل دؤوب فكري واجتماعي وتأكل الاجيال من هذا الحصاد لتزرع وتأكل الاجيال التي بعدها .فسيكون العمل انتاج محلي ثابت غير متغير .
والقصد من ذكر المقتبسات اعلاه هو ايضاح ,فالوزارة ودوائرها وقطاعاتها ومستشفياتها ومراكزها العاملين فيها كلهم مواطنون من هذا البلد ..ومن حق أي مواطن فيهم في اصغر دائره او مركز من الوزارة ان يقترح وان يقول رايه بدون خوف في وطنه المصغر(أي الوزارة او الدائرة ..الخ ) ..واذا استوجب الامر يطرق باب السيد رئيس الوزراء المحترم ..وبابه مفتوح لكل مواطن شريف بدون استثناء .