المقدمة :
يعد مرض الحمى السوداء من الأمراض المشتركة الواسعة الانتشار، يتسبب عن طفيلي وحيد الخلية من جنس اللشمانيا. للمرض أهمية في الصحة العامة خصوصا الأطفال حيث يصيب الاطفال دون سن الخامسة مـــــــن العمر بنسبة 80 % وتصل النسبة الى 94 % في الاعمار دون سن العاشرة من العمر.
تصل نسبة الوفاة الى 90 % فـــي حالة عدم العلاج والى 10 % في حالة العلاج، وللمرض مضاعفات شديدة ذات تأثير مباشر على النمو الطبيعي للأطفال و منها فقر الدم الشديد، أمراض سوء التغذية.
يسمى المرض بالليشمانية الحشوية او حمى دم دم او الكلأ – أزار ويطلق عليه فـــــــــــي العراق بالحمى السوداء وهو الترجمة الحرفية للكلمة الهندية كالأ – أزار.
وبائية المرض :
ينتشر المرض في كثير من بلدان العالم وتتفاوت صفاته المرضية والوبائية باختلاف المنطقة الجغرافية، فالمرض معروف في الهند منذ القدم، واول من اكتشف الطفيلي هو العالم ليشمان في عام 1903 حيث يصيب هناك كبار السن وله ميزات سريريه خاصة.
اما في العراق فان المرض يصيب الرضع والاطفال دون سن الخامسة من العمر ومن كلا الجنسين، ويتركز المرض بصورة رئيسية في المناطق الريفية الفقيرة ، وقد اشير الى ان المرض يتوطن بصورة رئيسية في مدينة بغداد والمناطق المحيطة بها.
سجل اعلى عدد للاصابات في منطقة المحمودية واليوسفية وسلمان باك. وقد ذكر فؤاد سكر،1974 ان المرض ينتشر في مناطق العراق الثلاث الشمالية والوسطى والجنوبية وبخاصة بين سكان الارياف وضواحي المدن ويكثر بين الاطفال ومن كلا الجنسين وبصورة متساوية تقريبا.
يعد كالز،1916اول من سجل تسع اصابات في العراق في مدينة بغداد ،ولقد اعقبه العديد من الباحثين الذين اشاروا الى وجود المرض في العراق حيث سجل تاج الدين والآلوسي،1954 اربع اصابات في منطقة بغداد، كما ذكر كرشمير، 1954اصابات اخرى في مدينة الموصل، واعقبهم برنكل، 1956 حيث سجل ثمانية عشر اصابة في المنطقة الوسطى.
ان السنين التي اعقبت الخمسينات قد اظهرت بوضوح سعة انتشار المرض في عموم القطر، وقد اشارت التقارير الصادرة من مركز السيطرة على الامراض الانتقالية منذ السبعينات الى ان عدد المصابين بالمرض يزداد سنة بعد اخرى.
سجلت محافظة ذي قار اعلى عدد للاصابات ( 1348) اصابة ، وكان اقلها في محافظة المثنى ( 110 ) للفترة من 1971 – 1997 ،فـــــــــــــي حين سجل سعدون العلاق، 1996في مركز قضاء المجر فقط ( 109 ) اصــــــــــــــــابة شكل رقم ( 1 ).
المضيف الخازن :
تعد الكلاب والقوارض مضائف خازنة للمرض، كما توجد انواع اخرى من اللبائن تعد خازنة للمرض في العالم منها ( عديمة الاسنان كالكسلان، آكل النمل، الارمديللو والابوسوم ).
اما في العراق فالقوارض والكلاب هي المضائف الخازنة للمرض، وقد استطاع سكر وآخرون، 1981 من عزل الطفيلي من كلب في منطقة الشحيمية في محافظة واسط، وقد اشار الى ان المرض ينتشر بين ذوات الانياب الوحشية( بنات آوى ) حيث تعد الخازن الرئيسي للمرض ونتيجة لزيادة حقول الدواجن في السنوات الاخيرة ادت الى انتقال الاصابة الى الكلاب لاقتراب الاخير من الخازن الرئيسي.
اشارت الشناوي وآخرون، 1986 الى ان الكلاب المحلية حساسة للاصابة التجريبية بالطفيلي ولها دور بارز في وبائية المرض.
الوسيط الناقل :
ان العدوى بمرض الحمى السوداء تنتقل بواسطة حشرة من جنس ذبابة الرمل، والعائلة الفرعية من ذباب الرمل تشمل 600 نوع ونويع ومن بينها يوجد 70 نوعا ناقلا مؤكدا او مشتبها به لنقل المرض.
ما في العراق فقد ذكر فؤاد سكر وآخرون، 1985 بوجود 17 نوعا من ذباب الرمل والتي تدعى بالذابة الفاصدة والمعروفة محليا بالحرمس.
دورة الحياة :
تتضمن دورة الحياة طورين رئيسيين هما الطور عديم الســــوط او الاماستجوت الذي يتميز بشكله البيضوي او المدور، ويتواجد داخل خلايا المضيـــــــف الفقري.
الطور الآخر، امامي السوط او البروماستجوت ويتواجد في الامعاء الوسطى لانثى حشرة ذبابة الرمل.عند تغذية ذبابة الرمل على الحيوان الفقري المصاب، يتحرر الطور عديم السوط من الخلايا البلعمية فــــــــــــي القناة الوسطى والذي ينتقل بعد 9 – 14 يوم الى التجويف الفمي ومنه الى المضيف الفقري.
الاعراض السريرية :
تتراوح مدة حضانة المرض من 3 – 6 شهر وقد تمتد الى ثلاث سنوات.
تتميز الاعراض السريرية بما يلي :-
1- حمى عالية غير منتظمة
2- فقر الدم
3- الشحوب
4- ضعف الشهية
5- فقدان الوزن
6- انتفاخ البطن نتيجة تضخم الكبد والطحال
سبب الوفاة يعود الى :
1- التهاب شغاف القلب
2- فقر الدم
3- تبولن الدم
4- زحار
5- تسمم الدم
6- توقف القلب
العلاج :
مركبات القصدير خماسية التكافؤ، وقد اشار تقرير منظمة الصحة العالمية،1984 الى وجود نوعين من هذه المركبات هما:
1- Sodium stibogluconate 20 ملغم \ كغم من وزن الجسم لمدة عشرون يوما
2- Meglumine antimoniate 60-100 ملغم \ كغم من وزن الجسم لمدة 10 – 15 يوم
المركبان متشابهان كيميائيا ولهما نفس المستوى من الفعالية في علاج المرض.
وصف المشكلة:
ان للتشخيص الدقيق دورا حاسما في الكشف المبكر عن الحالات وبالتالي إعطاء العلاج المناسب للتقليل من تفشي المرض والحد من مضاعفاته الخطرة بين الأطفال.
مـــــــــــــــن خلال دراسة الحالات التي أدخلت الى مستشفى الصدر العام ومستشفى الزهراوي الجراحي لعامي 2001- 2002 حيث وجدان هنالك تقارب او زيادة ،فــــي عدد الحالات المرضية وتوزيعها في أماكن مختلفة من المحافظة مما يدل على ارتفاع معدل الاصابة بهذا المرض وكما موضح بالشكل رقم (5 ، 6):