أصول الإسلام وأصول المذهب
ان العقيدة الاسلامية تنقسم الى قسمين :-
1-مايعرف باصول الدين .
2-مايعرف باصول المذهب .
( 1 ) – اصول الدين
وهي الاصول التي اتفق عليها عامة المسلمين ولم يخالف فيها احد . قال الشيخ جعفر السبحاني في كتابه مفاهيم القران ج 10 ص 7 : (( وفي الحقيقة تناط قسمية الانسان مسلما بهذه الاصول الثلاثة وهي كالتالي :-
1-التوحيد بمراتبه . 2- المعاد . 3- النبوة العامة والخاصة . )) .
( 2 ) – اصول المذهب
وهي عقيدة بعض المذاهب الاسلامية وهي اثنان :-
1-العدل .
2-الامامة .
والمقصود هنا بالامامة هي امامة اهل البيت عليهم السلام . حيث انهم عندنا هم فقط الذين يمثلون الاسلام بعد النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) خلافا للمذاهب الاسلامية الاخرى . واليك عزيزي القارئ الكريم بيان تاريخ هذا الخلاف ومن ومنشؤه :-
بعد وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وبعد اكمال رسالته الخالدة بشهادة القران الكريم في قوله تعالى في سورة المائدة / 3 : (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )) . برزت اثر ذلك مدرستان هما :-
1-مدرسة النص :-
وهي مدرسة اهل البيت عليهم السلام التي رئيسها الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ومن بعده اولاده المعصومين الاطهار . ولنا ادلة نقلية وعقلية في ذلك سنبينها لاحقا انشاء الله تعالى . وهذه المدرسة اعتمادها في مصادر التشريع على الكتاب والسنة لاغير . وحركة الاجتهاد عندها او لديها تتحرك داخل حدود المصدرين المذكورين .
2-مدرسة الراي :-
وهي مدرسة الخلفاء بشخص رئيسها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والتي امتدت من بعده وبلغت اوجها على يد امام الاحناف ابو حنيفة النعمان الى حد كان يخالف النص لاجل الراي والاستحسان . فقد روى الخطيب البغدادي في تاريخه ج 13 ص 390 : ا نابا حنيفة كان يقول : (( لو ادركني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وادركته لاخذ بكثير من قولي وهل الدين الا الراي الحسن )) . وهناك مناقشة جرت بين مدرسة اهل البيت عليهم السلام وبين مدرسة الراي حيث جاء في وسائل الشيعة : ان الامام الصادق عليه السلام قال لابي حنيفة : (( ايما اعظم عند الله القتل او الزنا ؟ قال : بل القتل . فقال عليه السلام :فكيف رضي في القتل بشاهدين ولم يرض في الزنا الا باربعة ؟ ثم قال له : الصلاة افضل ام الصيام ؟ قال : بل الصلاة افضل . قال عليه السلام : فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء مافاتها من الصلاة حال حيضها دون الصيام وقد اوجب الله عليها قضاء الصوم دون الصلاة ؟ ثم قال له : البول اقذر ام المني ؟ فقال : البول اقذر . فقال عليه السلام : يجب على قياسك ان يجب الغسل من البول دون المني وقد اوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول ....... الى ان قال عليه السلام : تزعم انك تفتي بكتاب الله ولست ممن ورثه وتزعم انك صاحب قياس واول من قاس ابليس ولم يبن دين الله على القياس )) . وقال الامام الصادق عليه السلام في حق الحكم بن عيينة في وسائل الشيعة ايضا قال : (( فليشرق الحكم وليغرب اما والله لايصيب العلم الا من اهل بيت نزل عليهم جبرائيل عليه السلام )) . وجاء في كتاب الباب الحادي عشر ص 9 : (( والاصول – جمع الاصل – وهو مايبتني عليه غيره )) 0 فعندنا اصول الدين : هو مايبحث فيه عن وحدانية الله تعالى وصفاته وعدله ونبوة الانبياء والاقرار بما جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم وامامة اهل البيت عليهم السلام والمعاد يوم القيامة . فيكون المجموع عندنا خمسة . وحكمها يختلف عن فروع الدين حيث انه لايجوز ان يكون المكلف الذي هو الانسان الحي البالغ العاقل مقلدا في الاصول بل يجب عليه المعرفة
عينا باصول الدين من غير تقليد والدليل على ذلك العقل والنقل . لذلك قال في الباب الحادي عشر ص 10 : (( اجمع العلماء كافة على وجوب معرفة الله تعالى وصفاته الثبوتية – كالعلم والقدرة والسلبية كالحق . ومايصح عليه ومايمتنع عنه – وهو اشارة الى اصل العدل والنبوة والامامة والمعاد )) .
خادم الاسلام
الشيخ جواد الخفاجي
islamyiraqi