سعيد العراقي نائب المدير
عدد الرسائل : 740 العمر : 49 الموقع : بلد الطيبين والاوÙياء (الـــــعراق)Ù… تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك الخميس 11 يونيو 2009, 11:49 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم . و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين . و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
الإنسان – بطبعه – يقوم بتخزين ما يقوم به من حسنات وأعمال صالحة في ذاكرته , ولا ينساها , بل يقوم أيضاً بتضخيمها ليراها أعمالاً جبارة في خدمة الوطن والبشرية بل يراها أيضاً في بعض الحالات عبادة لا مثيل لها لله تعالى ويمّن بها على الله وهو ما يسمى بمرض العجب. ومن جهة أخرى يقوم باستصغار وتهوين ما يقوم به من سيئات وذنوب وأعمال طالحة , وبالتالي يرمي بها في زاوية النسيان والتجاهل . ولهذا لا يذكر الإنسان نعم الله عزّ وجلّ التي لا تعد ولا تحصى , ولكنه يذكر مصيبة صغيرة صادفته في حياته . وهو بذلك يتجاهل أن قوام الطاعة وروحها هو الإخلاص لله تعالى والعبودية, وقوام المعصية الأنانية . روي عن رسول الله – صلّى الله عليه وآله – أن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه , وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه . وأراد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أن يوضح بجلاء لأصحابه كيف أن الذنوب تتراكم على ظهر الإنسان من حيث لا يشعر , لذا عندما نزل بأرض قرعاء قال لأصحابه : ائتوا بحطب . فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فليأتِ كل إنسان بما قدر عليه. فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هكذا تجتمع الذنوب ، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب ، فإنّ لكل شيء طالباً إلا وإن طالبها يكتب ( ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) .
وقد نصّ القرآن الكريم في عدة آيات على أن جميع أعمال الإنسان تكتب وتحضر في يوم القيامة حتى مثقال الذرة (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )) [الأنبياء : 47], ومن أهداف تكرار هذا المعنى أن لا يستحقر الإنسان معصيته ويتهاون فيها , فإن هذا التهاون يؤدي إلى تراكم الذنوب دون أن يلتفت, ولكن عندما يجمع ذلك في ميزان الأعمال تقع الطامة . قيل أن أحد العلماء جلس متفكراً ذات يوم , وسأل نفسه كم يوم مضى عليه منذ بلوغه , ولو أنه عصى في كل يوم معصية واحدة فقط , إذن كم معصية في صحيفته , فصعق من ذلك ومات.
وهنا نذكر بعض آثار استصغار الذنوب : 1- الجرأة على الله تعالى . روي عن رسول الله( صلى الله عليه وآله ) : لا تنظروا إلى صغير الذنب, ولكن انظروا إلى ما اجترأتم . لذا قال العلماء أن كل ذنب كبير وعظيم , وليس هناك ذنب صغير , وذلك عندما نرى الذنب من جهة أنه عصيان لله تعالى وجرأة عليه, أما إذا قارنا بين الذنوب نفسها فبعضها أعظم وأدهى من البعض الآخر, ومن هذه الجهة تنقسم الذنوب إلى صغائر وكبائر. 2- عدم مغفرة الذنب : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر ، قلت : وما المحقرات ؟ قال : الرجل يذنب الذنب فيقول : طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك . ولعل السبب في عدم مغفرة هذا الذنب أمور , منها : الأمر الأول : الإنسان إذا استصغر الذنب , لا يتوب منه ولا يندم عليه ولا يستغفر , لذا لا يغفر الله تعالى . الأمر الثاني : الجرأة على الله تعالى , وهو ما ذكرناه في النقطة السابقة . لذا نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي الاعتذار عن المعاصي بأنها لم تقع على وجه المكابرة والعناد لله تعالى بل زلة وغفلة (( إلهي لم أعصك - حين عصيتك - وأنا لربوبيتك جاحد ، ولا بأمرك مستخف ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولا لوعيدك متهاون ، ولكن خطيئة عرضت ، وسوّلت لي نفسي ، وغلبني هواي، وأعانني عليها شقوتي وغرّني سترك المرخى عليّ ، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي)) . 3- التمهيد لذنوب أخرى : الذنب يجرّ إلى ذنب آخر , والمعصية تدعو إلى المعصية . وهكذا يتدرج الإنسان في العصيان والطغيان . ولعله لذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : أشد الذنوب ما استهان به صاحبه . 4- السخط الإلهي : روي عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ الله كتم ثلاثة في ثلاثة : كتم رضاه في طاعته ، وكتم سخطه في معصيته ، وكتم وليه في خلقه ، فلا يستخفن أحدكم شيئاً من الطاعات، فإنّه لا يدري في أيها رضا الله ، ولا يستقلن أحدكم شيئاً من المعاصي فإنّه لا يدري في أيها سخط الله ، ولا يزرين أحدكم بأحد من خلق الله فإنه لا يدري أيهم ولي الله . شكرا" لكم واستودعكم بحفظ الله ورعايته منقول من موقع الشيخ مرتضى الباشا ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعيد | |
|
المشرف العام مديـــــر المنتــــــــــــدى
عدد الرسائل : 821 العمر : 56 رقم العضوية : 1 الموقع : اين ما تكون الحقيقة تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك الجمعة 12 يونيو 2009, 10:48 pm | |
| بارك الله فيك وحفظك من كل سوء | |
|