بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
عجيب أمر هذا الإنسان حيث يقيّم الأمور بمقاييس متفاوتة, ويصل به الحال أن يرى سيئاته حسنات, ويرى حسنات غيره سيئات. يناشد العدالة وهو أول من يخرقها ويخالفها. يطالب بحقه وهو قد استحوذ على حق الآخرين.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** وعين السخط تبدي المساويا
يا ليتها تكتفي بإبداء المساوئ الموجودة, بل تختلق المساوئ أيضاً. وهكذا هي العلاقة بين الشيعة والسنة. حيث ترتعد فرائص أهل السنة خشية الهلال الشيعي, أما الشيعة فلا يحق لها إلا الذوبان في كوكب المشتري السني.
عندما يصرّح أهل السنة بجميع عقائدهم عبر جميع وسائل الإعلام فهي دعوة إصلاحية وإرشاد وهداية, وعندما يتكلم الشيعة عن عقائدهم في مجالسهم فهو تجييش طائفي ومذهبي.
هذه كتب أهل السنة تملأ المكتبات والبيوت الشيعية, وتغص بها معارض الكتب التي يقيمها الشيعة, وتطبع الكتب السنية في البلاد والمطابع الشيعية, ولم يعترض أحد على ذلك, ولكن عندما تباع بعض الكتب الشيعية في معرض كتاب يقيمه أهل السنة يستغيث بعضهم خوفاً من التبشير الشيعي.
عندما يقوم سبعة من الشيعة بتفجيرين قبل عشرين سنة فالشيعة إرهابيون وخطر على أمن الدولة لذا لا يحصلون على وظيفة وعمل, وعندما يقوم مئات من أهل السنة بعشرات من التفجيرات الإرهابية وما زالوا يقومون بمثلها داخل البلاد وخارجها تحصر المسؤولية في فئة صغيرة فقط تسمى بالفئة الضالة, وعندما يرجعون ينالون العفو والوظيفة والزواج.
عندما يحارب صدام الشيعة في إيران والعراق فهو سيف العرب ويدعمونه بكل ما لديهم, وعندما يغزو الكويت فهو ملعون ويحاربونه بكل ما لديهم, وعندما تسقطه أمريكا وتأتي الشيعة, ترى أهل السنة يدافعون عن صدّام بكل قوتهم ويترحمون عليه ويطالبون بثأره.
عندما يقتل الزرقاوي وعصابته آلاف الشيعة ويهجّروهم , ويفجّروا حرم الإمامين العسكريين فهذا شأن داخلي لا شأن لأهل السنة بإدانته, وعندما يعطّل خمسين من أهل السنة على الحدود العراقية تصبح قضية إنسانية .
عندما تصبح كل الحكومات العربية حليفة لأمريكا فهذا حق مشروع, وعندما يصافح بعض الشيعة في العراق الرئيس الأمريكي تصبح خيانة.
عندما تسالم الحكومات السنية في مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية الكيان الصهويني فهي حكنة وواقعية, وعندما يحارب حزب الله إسرائيل يتهمونه بالتواطئ مع إسرائيل ضد العروبة.
عندما تبني إسرائيل ترسانة نووية بدعم أمريكي فأهل السنة لا يخافون منها, وعندما تحاول إيران تخصيب اليورانيوم فهذا يهدد أمن أهل السنة ويقلق مضاجعهم.
عندما يفوز الشيعة في الانتخابات العراقية يجب عليهم أن يعطوا أهل السنة أكثر من حقهم – حسب الاستحقاق النيابي- ولا يرضون حتى بعد ذلك, وعندما يفوز السنة في لبنان فلا تنازل مهما حدث, إذ إسقاط الحكومة من الشارع خط أحمر – على حد قول المفتي السني- حتى لو كان الهدف هو حكومة وحدة وطنية.
وهكذا لك أن تسطر ما لديك فالشيعة هم الحلقة الأضعف.
شكرا" لكم /ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعيد
منقول عن موقع سماحة الشيخ مرتضى الباشا
انــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظروا التناقض