قصيدة عشق على جدارها

إهداء إلى بلاد الماء والنخيل .. حيث سجل الماء حضوره الأول في ظل نخلة شامخة في وطن الأغاني والمواويل المعتقة برائحة الهيل المسافرة في شموس الحضارات

إهداء إلى كل اعضاء المنتدى


قصيدة عشق على جدارها



كأسـي عـلـى تـلـف الأوراقِ مقـلـوبُ
يـا كافـرون بحـزن المشتـكـى تـوبـوا

كونـوا الحجـارة إن لـم تقطـروا ألـمـا
عـلـى كظـيـمٍ تـولـتـه التـغـاريـبُ

إذا خلـت داركـم منـكـم فـمـا قـفـرت
الحاضـرون أنـا يــا أهلـهـا غيـبـوا !

فـي ظلمـة البحـر تسبيـحٌ .. وغمغـمـةٌ
وتمتـمـاتٌ .. و تـأمـيـلٌ.. وتـثـريـبُ

وغربـةٌ مـن جـنـوب القـلـب ينزفـهـا
علـى الشمـال غريـبُ الـنـوء أيــوبُ

دعوتُ: (يااااا ريـحُ) ناياتـي .. وأشرعتـي
علـى البحـار ! ... فلبتـنـي الغياهـيـبُ

سمّارَ بوحـيَ , هـذا الصمـت فـي لغتـي
أقصـى مـداه إلـى الظلـمـاء منـسـوبُ

عـاري الملامـح حوائـي لـقـد قطـفـت
مـن نبتـة الخـلـد أزتـهـا الألاعـيـبُ

فيـكِ احترفـت خطيئـاتـي .. ولا نــدمٌ
إذا نـبــذتُ وجـرتـنـي الـتـلابـيـبُ

مسربـلٌ بلـحـاف الـرمـل .. قافلـتـي
نبـضُ المسافـة .. أنـوائـي التغـاريـبُ

" لا نوءَ نـوءَ كـذا يجـدي " ووجـه يـدي
عن ناظـري فـي سـدوم الليـل محجـوبُ

لـم أنتظـر رمقـاً فـي جــوف خابـيـةٍ
تنفـس الصبـح فيـهـا وهْــو مسـلـوبُ

أنسـى؟ .. تذكّرنـي الأصـداءُ بيـت أبـي
فيـه الـدلال وفــوح الـنـار والطـيـبُ

في النار صرخة ( كنْ ) في الطين في وجعي
متـى يثـور علـى الاوجــاع منـكـوبُ؟

مـا نفثـةٌ فـي اجتـرار الـريـح أنفثـهـا
إلا بهـا مـن دخـون الجمـر مصـحـوبُ

لن تهمد النار في الأعمـاق ! هـل علمـت
خيـل البدايـات أن اللـيـلَ مـرعـوبُ ؟!

أنـا المسافـر فـي الآمـاد لــي وطــنٌ
لكنـه فـي جــذوع النـخـل مصـلـوبُ

مدجـجـا بـرزايـا الـدهـر تحـضـنـه
حمـى العـراء وتــذروه .. الأعاجـيـبُ

مشيت ( لا امـراةً خجلـى سقيـت لهـا )
مـن جانـب الطـور هدتنـي المتاعـيـبُ

آنسـت نـارا فلـمـا جئتـهـا انطـفـأت
هـي العـراق ولــم تـغـن التشابـيـب

علـوتُ فيـه وقـد شـاخـت حضـارتـه
فاسّاقـط المجـد مـنـه وهــو مغـلـوبُ

جـرارُ مائـك مـن كفيـك قـد سقـطـت
فقـلـب بـابـل يــا بـغـداد مـرعـوبُ

بين الرصافـة والجسـر الـرؤى انطفـأت
فــلا مـهـاةٌ ولا غـيــدٌ رعـابـيـبُ

طفقتُ أبحث عن عيـن المهـا احترقـت ..
فـي ضفتيـكِ فأيـن السحـرُ والطـيـبُ ؟

عانقـتُ طيفـك .. أحـلامُ الصِّبـا ألــقٌ
علـى عيونـيَ مـن عينـيـكِ مسـكـوبُ

سافـرت نـحـوكِ ملتـاعـاً يحاصـرنـي
جرحٌ من الأمـس فـي الأعمـاق مشبـوبُ

حقائـبـي ؟! ألــمٌ مــن البـكـاء .. دمٌ
غابـاتُ حــزنٍ .. وتشـريـدٌ وتغـريـبُ

ورحلتـي حِقَـبٌ مـن الأسـى .. زمــنٌ
مـن الوجـومِ علـى الآفــاق مسـحـوبُ

من ليلـة الحـزن تجـري أدمـعٌ وشجـىً
ومـن صبـاح الأسـى خـوفٌ وترعـيـبُ

من مات أمسٍ بهذي الكـأس مـا انكسـرت
بــه الثمـالـةُ لـكـن هــدّه الشـيـبُ

صنـاجـةٌ عـلـق الـجــوزاء قـافـيـةً
للراحليـن طوتهـم فـي المـدى الـريـبُ

مرت قطاراتُ عمري .. قـد مضـى زمـنٌ
وأنـت ِحلـمٌ عـلـى جفـنـيَّ مسـكـوبُ

أمشي على عطشي .. أجـري إليـك علـى
نعشـي .. وأدعيتـي الألحـان والطـيـبُ

تسيـرُ بـي عـربـاتُ الـشـوق نـازفـةً
أحلام عمـري وفـي صـدري الأعاجيـبُ

حزنـي يـرتـل فــي الآفــاق مئـذنـةٌ
تزجـي المـدى وجراحاتـي المحـاريـبُ

لـو يستبيـن احتـراق الليـل فـي لغـتـي
وكيـف ينـزعُ مسكـون الهـوى الـريـبُ

وكـيـف تـغـدو سـؤالاتـي مـدونــةً
مــن الحـرائـقِ تخفيـهـا التجـاريـبُ

لعانقتنـي الشناشـيـلُ الـتـي انـزرعـت
فـي مقلتـيَّ .. وضمتـنـي المسـاريـبُ

وللنخـيـلِ حكـايـاتُ الـغـروب عـلـى
صدر الرمال .. فهل تجـدي التناحيـبُ ؟ !


منقولة