ما هي الموسيقى المحرمة، وما سبب تحريمها رغم أنها موهبة منحها الله للإنسان ؟!!
ما هي الموسيقى ؟!!
لكي نجيب على هذا السؤال إجابة دقيقة لابُدَّ وأن نعرف أولاً ما هو المراد بالموسيقى بصورة عامة حتى يتسنى لنا معرفة رأي الشرع فيها من خلال النصوص الشرعية وآراء الفقهاء، ومن ثم نناقش هذا الموضوع من الزاوية التي تم السؤال عنها.
إن للموسيقى تعريفان : تعريف عام وهو ... كل صوت موزون أو كل نغمة لها إيقاع وتأثير في النفس، وباختلاف هذه النغمات يتفاوت التأثير على المستمع لها، فقد يطرب وقد يحزن وقد ينشط إلى غيرها من التأثيرات المختلفة حسب شدة تلك النغمات وضعفها، وحسب قابلية الأفراد وطبائعهم.
وهناك تعريف خاص للموسيقى وهو ... التعريف الفقهي الذي عليه مدار التحريم، وهو الصوت المشتمل على النغمات والألحان اللهوية التي تستخدم في الملاهي ومجالس الفساد. وهذا النوع من الموسيقى هو المحرم شرعاً بناءً على استنباط الفقهاء المجتهدين من النصوص الشرعية.
أما القول بأن الله عَزَّ وجَلَّ قد أودع هذه الموهبة ( موهبة الموسيقى ) في كثير من الناس ومن ثَم استنتاج جواز الاستمتاع بالموسيقى اللهوية تجنباً لعبثية إيداع هذه الموهبة - على حد تعبيرك - من قبل الله سبحانه وتعالى، فهذا غير صحيح، وذلك لأن الله قد أودع في الإنسان مواهب وقدرات كثيرة غير هذه الموهبة، وفي نفس الوقت لم يسمح له باستخدامها بصورة مطلقة، بل حدد موارد استخدامها، أو موارد عدم استخدامها، فمنحه مثلاً القدرة على الكلام والنطق، لكن منعه من الكذب والفحش والغيبة وغيرها من المحرمات المرتبطة بالنطق والكلام، رغم أن الله عَزَّ وجَلَّ هو الذي أودع في الإنسان القدرة على الكلام، فواضح أن الإنسان لا يجوز له أن يتكلم بكل ما يريد لوجود القدرة، أو الرغبة في نفسه إلى ذلك، بل الجائز هو استخدام الإنسان قدراته ومواهبه ضمن الأطر والحدود الشرعية.
وقدرُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنهُ قَالَ : "اسْتِمَاعُ الْغِنَاءِ وَاللَّهْوِ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الزَّرْع ".
هذه الاجابه الإجابة للشيخ صالح الكرباسي ...
نسألكم الدعاء