سلام عليك سيدي ابا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد واله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم وغاصبي حقهم الى يوم الدين
اما بعد
لقد طلت علينا هذه الليلة المباركة ليلة 15 من شهر رمضان المبارك والتي جمعت كل الافراح للمؤمنين المخلصين فهي فرحة بعبور النصف الاول من الشهر الفضيل بخير ورحمة وقبول الاعمال وفرحة بمائدة الافطار المباركة التي بها يذهب الضما وتبتل العروق ويثبت الاجر ان شاء الله تعالى والفرحة الكبرى الثالثة ولادة حامل علم سيد الاوصياء الامام السبط الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام – تلك الشخصية العظيمة التي ظلما التاريخ سابقا وحاضرا تلك الشخصية التي هي عنوان لكل العناوين والمفاهيم التي نحن الان بامس الحاجة الى معرفة الطريق الى فهما والسير عليها جمع الكرم فكان كريم اهل البيت عليهم السلام حيث يقول جدة المصطفى الرسول الاكرم صلى الله عليه واله (( الحسن فيه سؤددي وهيبتي )) فاي صفات عظيمة هذه واسمه العظيم الذي لم يسمى احد قبله بمثله وورد استحباب التسمية على اسماء اهل البيت عليهم السلام ذلك الاسم الشريف الذي دعا به ابونا ادم عليه السلام – اللهم اسالك بالحسن وانت المحسن – نجده علما في السياسة التي نتخبط الان بها وجعلناها عبارة عن مصالح ومنافع بعيدة كل البعد عن المبادئ السامية التي دعا ويدعو لها الاسلام الحنيف لقد عرف الامام الحسن معنى السياسة وبينها للناس لكي لايكون لاي احد عذر في تصرفه في مصير ومقدرات الناس – حيث ساله احد اصحابه في رواية مامضمونها انه قال له : يابن رسول الله مالسياسة ؟ فقال عليه السلامة : السياسة هي تدبير شؤون المسلمين ضمن الضوابط الشرعية . فسالة السائل عن صفات وشروط السياسي الذي يجوز لنا اتباعه فاجابه عليه السلام بان هناك ثلاث شروط في السياسي ان توفرت فيه فيجوز للامة طاعته وان لم تتوفر ليس له حق الطاعة على الامة وهذه الشروط هي : -
1- ان يراعي حقوق الله تعالى ( وذلك في احترام احكامه وحدودة ويمنع الفساد وكل ماهو محارب لله تبارك وتعالى وينهى عن المنكر ويامر بالمعروف فان اول واجب شرعي على الحاكم الاسلامي هو اقامة الدين ) .
2- ان يراعي حقوق الناس ( وذلك بتوفير مايحتاجون اليه من خدمات واحتياجات وكل مايحتاجون اليه لتامين حياتهم ومعاشهم )
3- ان يراعي حقوق الاموات ( وذلك بتجهيزهم واحترام قبورهم وتسديد ديونهم المتعلقة اذا لم يكن لهم من يسد ديونهم ) .
فهل هذه الصفات موجودة الان في السياسة ومن يدعي السياسة انها ليست سياسة وانما لعبة سياسية كما يعبرون وكما يعرفها الغرب الكافر بانها لاصداقة دائمة ولاعداوة دائمة بل مصالح دائمة
ان هذا الاساس اقوى اساس وضعه سيدنا ومولانا الامام الحسن عليه السلام في كيفية قيادة الامة – انه بحق امام ان قام وان قعد – وهذا ماقاله النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم(( ان الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا )) أي سواء كانت السلطة والحكومة بيدهم ام لم تكن . وكان عليه السلام مصلحا ممهدا لثورة اخيه الامام الحسين عليه السلام فاخذ يهيئ ويعد الانصار لهذه الثورة العظيمة – ان الحديث عنه طويل لايمكن حصره في صفحة او صفحتين ولكن الوقت لايسع مع شديد الاسف – فعلينا ان لانكتفي بسرد القصص والروايات في تاريخ اهل البيت عليهم السلام وانما يجب ان نتامل جيدا في اقوالهم وافعالهم وسلوكياتهم فانها دروس وعبر ووصفات طبية كاملة متكاملة لجميع العلل والامراض التي تصيب المجتمع الاسلامي – فسلا م على الامام الحسن عليه السلام يولد ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا وان شاء الله تعالى نرى قبته علياء تناطح السماء بعد ان ينهي الله عروش الوهابية والخوارج ان للباطل جولة وللحق دولة ونبارك لجميع المؤمنين هذه الولادة الميمونة وان ياخذوا منه السيرة الحسنة والاخلاق الطيبة والعلوم النافعة في الدنيا والاخرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخ
جواد الخفاجي