الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حي يرزق فاحذروه!!!
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد المصطفى الأمين وعلى اله الغر الميامين وعلى رأسهم إمام المتقين ويعسوب الدين وحامي لواء الدين علي أمير المؤمنين وعلى أولاده المعصومين الهادين المهديين وعظم الله لكم الأجر بمصيبة سيدنا وقائدنا أمير المؤمنين سلام الله عليه
أما بعد
ماعسانا أن نقول في رجل لم تأت البشرية على طول تاريخها بمثله فغاية المادة في علاك ابتداء علي أمير المؤمنين وان عدت الأمراء هكذا كان متكاملا تكاملا في كل جوانب حياته الخارجية والبدنية والروحية فكان يعيش مع الفقراء ويحمل هموم المظلومين والمنكوبين انه عدالة الله تمشي على الأرض هو القران الناطق شريعة سماوية تمشي على الأرض ومن ذلك انه كان لايفرق بين أهل الملل والأديان ولا يميز حسب الانتماءات وأفضل مصداق على ذلك هو منحه عطاءا من بيت المال لشيخ يهودي بعد ماراه يستجدي الناس في سوق المسلمين إكراما لشبابه الذي أفناه في خدمة الناس ونراه مراعياه ومحتضنا لليتامى والأطفال حيث يرى امرأة تحمل كيسا من الطعام إلى عيالها وهي تولول بينها وبين نفسها فاقترب منها وسألها عن حالها وهي لاتعرفه فقالت لي أطفال يتامى وان زوجها قد استشهد في معركة صفين مع أمير المؤمنين فرق لها وحمل الطعام عنها وأوصلها إلى بيتها وقال لها أنتي بين أمرين إما أن تطبخي الطعام للأطفال وأنا أواسيهم وألاعبهم وإما أن تلاعبيهم أنتي وأنا اطبخ لهم الطعام فاخترت الأمر الأول فدخلت لتطبخ الطعام وعلي عليه السلام جعل يلاعب أطفالها وبأي لعبة كانت وكيف لقد جعل لهم نفسه الكريمة كهيئة الخروج يمشي على أربع واضعا الأطفال على ظهره الشريف وهو يقول تك رك إلى أن جهز لهم الطعام وهذا غيض من فيض انه عليه السلام لم يكن في يوم من الأيام محتاجا إلى الناس وإنما الناس كانوا بحاجة إليه وصدق من قال إن استغناء علي بن أبي طالب عن الناس واحتياج الناس إليه هو دليل كاف في إثبات إمامته وأفضليته على الجميع – نراه عليه السلام يأتي إلى المدينة فيحفر بيديه الشريفتين بئرا من الماء للفقراء وجبينه يتصبب عرقا من الحفر وأوصى وصيته بالبئر حيث قال هذا مااوهبه علي بن أبي طالب لفقراء المدينة لايباع ولا يوهب إلا للحسنين إذا احتاجا إليه أما في تكامله البدني يكفينا في ذلك النداء السماوي المشهور والمعروف في وقعة احد لافتى إلا علي لاسيف إلا ذو الفقار – حتى إن العرب كانت تعد الهروب من الحرب عار إلا الهروب من علي بن أبي طالب ليس بعار وأما في روحه الطاهرة المقدسة تلك الروح الطيبة التي لاهم لها إلا رضا خالقها فمنها مانسمعه دائما في دعاء كميل عليه الرحمة وكذلك قوله عليه السلام الهي كم من سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها – إن روحه الطاهرة حية معنا وهذا هو حال الشهداء السعداء تموت ابدأنهم ولكن تبقى أرواحهم حاضرة في سماء الملكوت فاميرالمؤمنين عليه السلام هو معنا في كل أوقاتنا ويعلم بأفعالنا وأعمالنا فينبغي علينا أن لانغضبه بعمل لايرتضيه كموالين إليه سلام الله عليه وهذا ماثبت بالنقل والعقل ولكن أردت اليوم وبمناسبة شهادته صلوات الله عليه أن أقص عليكم قصتين واقعيتين تدلان على علمه بأعمالنا وهما :-
1- القصة الأولى
يقول السيد بحر العلوم رحمة الله تعالى عليه وكان مرجعا كبيرا للطائفة الشيعية في النجف الاشرف ودامت مرجعيته مايقارب 50 سنة حيث يقول دخلت في احد الأيام لزيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبعد الزيارة وقفت أمام الرأس الشريف لأداء ركعتي صلاة الزيارة فرأيت شابا بسيطا وقف أمام رأس الإمام عليه السلام وسلم عليه وإذا بصوت يخرج من الضريح الطاهر يقول وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فشككت في الامروقلت قد يكون هذه مخيلات أو أوهام وفي اليوم الثاني كالعادة في زيارتي فجاء نفس الشاب وسلم على الإمام فقررت أن انتبه إلى الأمر وأتابعه فسمعت صوتا من ضريح الإمام عليه السلام يقول للشاب وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فتيقنت بان الإمام علي عليه السلام يرد السلام على ذلك الشاب فقلت في نفسي أنا مرجع من خمسين سنة الإمام علي لايرد علي السلام كيف يرد على سلام هذا الشاب إذا لابد هناك سر في الأمر فقررت أن اتبعه فخرج وتبعته إلى أن وصل إلى بيته فطرقت الباب عليه ففتح الباب فعرفته بنفسي فأدخلني إلى داخل الدار وسألته عن السر في ذلك فقال لي ياسيدنا أنا إنسان بسيط لااعرف إلا الصوم والصلاة وفي احد الأيام وأنا في بيتي طرق طارق الباب ففتحته وإذا بامرأة واقفة بالباب لااعرفها فقلت لها تفضلي ماهي حاجتك قالت لي أنت فلان قلت بلا فقالت لي طلب عندك فقلت لها قولي ماهو فقالت إن لي ابنة شابة وقعت في حبك وغرامك وتريد الزواج منك وان لم تقبل فإنها تقتل نفسها فانا اطلب منك أن تقبل بالزواج منها فقلت لها أنا فقير لااملك شيئا والزواج يحتاج إلى مهر وتبعات ومصاريف وأنا ليس معي شئ من هذا فقالت لي لاعليك المهم عليك أن تقبل أنت بالزواج ومصاريف الزواج والمهر أنا أتكفل بها فوافقت بالزواج منها وفي ليلة الزفاف عندما دخلت على زوجتي وأردت منها مايريد الرجل من زوجته رفضت وهي تبكي فقلت لها هل أنتي غير راضية بالزواج مني أو مكرهة على الزواج فقالت لا ولكن في احد الأيام غرني احد الشبان الفساق وزنى بي وأنا حامل منه ولا يعلم بهذا الأمر إلا والدتي فخشيت أن يعلم أهلي بذلك فيقتلونني ففعلت هذه الطريقة وجئت إليك لغرض النجاة فاطلب منك أن تبقيني معك شهرا واحدا ثم تطلقني فقلت لها أتائبة أنتي فقالت نعم فقلت لها توبة نصوح فقالت توبة نصوح فقلت لها أنادمة أنتي فقالت نادمة فقلت لها أنتي زوجتي مدى الحياة ليس شهرا واحد فتعجبت من كلامي وأجهشت بالبكاء ولم تصدق قولي فأخذت تقبل يدي ورجلي ومن ثم رفعت يديها إلى السماء وقالت اللهم استره في الدنيا والآخرة كما سترني ياسيدي فمن ذلك اليوم وتلك الحادثة كلما ازور مولاي اميرالمؤمنين واسلم عليه يرد علي السلام .
2- القصة الثانية : -
قبل سقوط اللانظام ألهدامي ألصدامي جاء شاب من الموصل وتحديدا من أهل سنجارالى مدينة النجف الاشرف ليعلن إسلامه على يد السيد حسين بحر العلوم رحمة الله تعالى عليه قبل وفاته بمدة قليلة حيث كان ذلك الشاب يزيديا وكنا مجموعة من طلبة الحوزة العلمية فدعوناه إلى طعام العشاء وسألناه عن قصة إسلامه وتشيعه فقال :-
أنا شاب يزيدي لااعرف الإسلام أبدا وأعيش في الموصل في منطقة سنجار وقد كنت اعمل ببيع السلع عن طريق التهريب من سوريا إلى العراق وكان بيت خالي على الحدود السورية العراقية وفي احد الأيام تأخرت عند بيت خالي إلى غروب الشمس فقررت أن ارجع إلى أهلي ليلا لأنهم سيقلقون علي مع منع أخوالي للمشي ليلا فخرجت عند الغروب من بيت خالي متوجها إلى بيت أهلي وكانت المسافة طويلة فمشيت مسافة فأحسست يثقل في قدماي وكلما أتقدم في المشي يزيد ثقلهما علما إني لااعرف السبب ولما وصلت منتصف الطريق توقفت قدماي عن الحركة وحاولت تحريكهما عدة مرات ولكن دون فائدة فبقيت في مكاني إلى أن أصبح الصباح فبدأت قدماي بالحركة فمشيت إلى أن وصلت إلى بيتنا في سنجار ولما دخلت الدار صرت اكره الجميع اكره والدي ووالدتي وإخواني وأخواتي دون اعرف السبب ولما حان وقت الليل صعدت إلى سطح المنزل للنوم حيث كان الجو صيفا حارا وكان بجوار بيتنا بيت جارنا وسطحه قريب من سطحنا وينام هو أيضا على السطح وبينما أنا نائم وإذا كأني بالرؤيا في صحراء مخوفة قاحلة جرداء وأنا في خوف شديد فجاءني رجل لااعرفه فقال لي لاتخف فقلت له من أنت فقال أنا الحسين بن علي بن أبي طالب فقلت له أنا خائف من هذا المكان لاتتركني وحدي فقال لي لاتخف سيأتيك الآن رجل أفضل مني هو يحميك فذهب عني وإذا برجل يقدم علي وقال لي لاتخف أنا معك فقلت له من أنت قال أنا علي بن أبي طالب فمسك يدي وذهب بي إلى مكان فرأيت نارا مخوفة مشتعلة وفي بابها جالس شيخ كبير مخوف المنظر فقلت لعلي عليه السلام ماهذه النار فقال لي هذه نار جهنم فقلت له وما ذلك الشيخ المخوف الجالس ببابها فقال لي هذا ربكم إبليس الذي تعبدونه فتقدمت إلى إبليس وقلت له أنقذني من هذه النار فأنت ربنا ونحن نعبدك طوال هذه السنين خلصنا من هذا الموقف فقال لي أنا لست بربكم إن ربكم في السماء ولكنكم أغبياء وأنا اضحك عليكم فقال لي الإمام علي عليه السلام أتتشهد الشهادتين وتقر بالإسلام وأنا أنقذك من النار فقلت بلى فقال لي قل اشهد أن لااله إلا الله فشهدت بها فقال لي قل اشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فشهدت بها فقال لي ألان أصبحت مسلما فقلت له مالا سلام فشرح لي الإسلام كاملا ثم قال لي الآن عليك أن تصلي فقلت له لااعرف الصلاة فشرحها لي وقرا لي سورة الفاتحة فحفظتها وصليت وإذا بجاري النائم بجواري على السطح يسمعني وأنا أصيح اشهد أن لااله إلا الله وحده لاشريك له وان محمد عبده ورسوله دون شعور مني فقفز من سطحه إلى سطحي وجعل البطانية على فمي حتى لايسمع احد لأنه عندنا الذي يستسلم يقتل فانتبهت من نومي وحلمي ووجدت جاري على صدري وينادي علي اسكت فقلت له ماجرى فقال لي هل كنت تحلم فقد سمعتك تقر بالإسلام فقلت له نعم وحكيت له القصة والرؤيا فقال أنا أيضا آمنت معك واشهد بالإسلام وقررنا تبليغ أصدقائنا بذلك ولما أصبح الصباح ذهبنا إلى المعبد الذي كنا نتعبد به واخبرنا أصدقائنا فامن معنا خمسة وأصبحنا مطاردين من أهلنا وحصلت مصادمات بالسلاح بيننا وبينهم وقد استشهد اثنان من أصدقائي وهرب الباقون وأنا جئت للنجف لأعلن إسلامي وتشيعي في الحوزة العلمية المباركة وقد قام السيد حسين بحر العلوم بقبول إسلامه وصرفت له البطاقة الشخصية وهذا مارا يته بعيني لم يروه احد لي – فالإمام علي عليه السلام حي يرزق فاحذروه في أقوالكم وأفعالكم وأعمالكم فسلام على أمير المؤمنين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا رزقكم الله في الدنيا التوفيق لطاعته وفي الآخرة شفاعته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خادمكم
شيخ جواد الخفاجي