من هو السفياني
السفياني من الشخصيات البارزة في حركة ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، فهو العدو اللدود المباشر للإمام المهدي عليه
السلام ، وإن كان بالحقيقة واجهة للقوى المعادية التي تقف وراءه كما ستعرف.
وقد نصت الأحاديث الشريفة على أن خروجه من الوعد الإلهي المحتوم ، فعن الإمام زينالعابدين عليه السلام : (إن أمر القائم حتم من الله، وأمر السفياني حتم من الله ،ولا يكون قائم إلا بسفياني). (البحار:53/182
) .
وأحاديث السفياني متواترة بالمعنى ، وقد يكون بعضها متواتراً بلفظه . وفيما يلي جملة من ملامح شخصيته وحركته
وأخباره:
اسمه ونسبه
:
المتفق عليه بين العلماء أن تسميته بالسفياني نسبة إلى أبي سفيان لأنه من ذريته ، كما يسمى ابن آكلة الأكباد نسبة إلى جدته هند زوجة أبي سفيان التي سميت بذلك لأنها حاولت أن تأكل كبد الحمزة سيد الشهداء رضي الله عنه بعد شهادته في أحد . فعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة (أي مربوع) وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري ،إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان وأبوه عيينة (عنبسة) ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى
يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها) (البحار:52/205)
وفي حديث آخر أنه منولد عتبة بن أبي سفيان (البحار: 52/213) وأولاد أبي سفيان خمسة: عتبة ومعاوية ويزيدوعنبسة وحنظلة.
ولكن ورد في إحدى رسائل أمير المؤمنين عليه السلام الى معاوية النص على أنه من أبناء معاوية ، جاء فيها : ( وإن رجلاً من ولدك مشومٌ ملعون، جلفٌجاف ، منكوسُ القلب ، فظٌّ غليظ ، قد نزع الله من قلبه الرحمة والرأفة، أخواله كلب ،كأني أنظر إليه ، ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو، يبعث جيشاً إلى المدينة فيدخلونها فيسرفون في القتل والفواحش ، ويهرب منهم رجل زكي نقي، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته ) .
وفي مخطوطة ابن حماد ص75 عن الإمام الباقر عليه السلام أنه: (من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان ) .
ومن هذا الاختلاف في نسبه نكتشف انه ليس بالضرورة أن يكون أموي النسب وإنما هو أموي الاتجاه والأعمال بل ربما نكتشف أن السفياني سيد علوي حيث نراه في احد الروايات يخاطب الإمام بابن العم . إذن قضية النسب ليست ضرورية وإنما يعرف السفياني من أعماله التي يقوم بها بغض النظر عن نسبه .
خبثه وطغيانه وحقده على أهل البيت
وشيعتهم:
يتفق رواة الأحاديث على نفاقه وسوء سيرته، ومعاداته لله تعالى ورسوله
صلى الله عليه وآله وللمهدي عليه السلام.
والأحاديث التي رواها الجميع عن شخصيته وأعماله واحدة أو متقاربة ، كما في مخطوطة ابن حماد ص76 عن أبي قبيل قال: (السفياني شر ملك ، يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم ، يستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله)، وفي ص80قال: ( يقتل السفياني من عصاه، وينشرهم بالمناشير، ويطبخهم بالقدور، ستة أشهر! )
وفي ص84 عن ابن عباس قال: (يخرج السفياني فيقاتل ، حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل) أي القدور الكبيرة!
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق، لم يعبد الله قط ، لم يرمكة ولا المدينة ، يقول يا رب ثاري والنار) . (البحار:52/354) .
ومن أبرز صفاته التي تذكرها أحاديثه ، حقده على أهل البيت عليهم السلام ، بل يظهر منها أن دوره السياسي هو إثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين وتحريك السنة على الشيعة أو بالعكس في نفس الوقت الذي يكون عميلاً لأئمة الكفر الغربيين واليهود.
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله وقالوا كذب الله ، قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبيسفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهم االسلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام ) ( البحار:52/90) .
وعنه عليه السلامقال: (كأني بالسفياني- أو بصاحب السفياني- قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادىمناديه: من جاء برأس(من) شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم ! أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا ، وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ! قلت: من صاحب البرقع؟ قال: رجل منكم يقول بقولكم، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلاً رجلاً أما إنهلا يكون إلا ابن بغي) ! (البحار:52 /215) .
وقد رأينا في عصرنا بعض أصحاب البراقع المقنعين من عملاء اليهود يدخلون معهم إلى مناطق المسلمين التي يسيطرون عليها، وقد أخفوا وجوههم السوداء ببراقع سوداء أو غيرها يدلونهم على المؤمنين ويحوشونهم لهم، فيأخذونهم إلى السجن أو يقتلونهم! والسفياني من تلامذة هؤلاء ، وملثموه من نوع ملثميهم.
وقد ذكرت بعض الأحاديث أن رايته حمراء ، وهي ترمز إلى سياسته الدموية، كما في البحار:52/273، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (ولذلك آيات وعلامات.. وخروج السفياني براية حمراء،أميرها رجل من بني كلب) .
ثقافته وولاؤه السياسي
:
وتدل الأحاديث على أنه غربي الثقافة والتعليم ، وربما تكون نشأته هناك أيضاً ، ففي غيبة الطوسي ص278 عن بشر بن غالب مرسلاً قال: ( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب ، وهو صاحب القوم )، وهذا لا يعني انه مسيحي منهم بل ممكن أن يكون قد عقد معهم اتفاقيات واخذوا عليه عهود ومواثيق وهذا من كلمة في عنقه أي انه عاهدهم وأعطى المواثيق لهم فصارت تلك العهود والمواثيق بمثابة الشيء الذي ربطوا به عنقه فلا يستطيع أن يخونهم كما يحصل الآن من السياسين عندما يوقعون الاتفاقيات مع الدول ، ويدل أيضاً على أن ولاءه السياسي للغربيين واليهود ، أنه يقاتل المهدي عليه السلام الذي هو عدو الروم أي الغربيين ، ويقاتل الترك أو إخوان الترك الذين يحتمل أن يكونوا الروس.
وأنه يلجأ أثناء الحرب أمام زحف جيش المهدي عليه السلام من دمشق إلى الرملة بفلسطين التي ورد أنه تنزل فيها مارقة الروم.
بل يظهر أنه يخوض المعركة مع المهدي عليه السلام باعتباره خط الدفاع الأمامي عن اليهود والروم ، لأن الأحاديث الشريفة تتحدث عن انهزام اليهود بهزيمته.
كما يدل على ولائه للغربيين أن جماعته بعد هزيمته وقتله ، يهربون إلى الروم ثم يسترجعهم أصحاب المهدي عليه السلام ويقتلونهم.
فعن ابن خليل الأزدي قال: (سمعت أبا جعفر يقول في قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَاإِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ. لاتَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ) (سورة الأنبياء: 12-13) قال : إذاقام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم ، فيقول لهم الروم لا ندخلكم حتى تنصَّروا، فيعلقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم. فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح ، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا،قال فيدفعونهم إليهم . فذلك قوله تعالى: لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَاأُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُون. قال: يسألهم عن الكنوز وهو أعلم بها ، قال: فيقولون: يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَازَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف ، (البحار:52/377 ) .
ومعنى: (إذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان): أن أصحاب المهدي عليه السلام يحشدون قواتهم في مواجهة الروم ويهددونهم . والمقصود ببني أمية أصحاب السفياني كما نصت على ذلك أحاديث أخرى.
ويبدو أنه ووزراؤه وقادة جيشه ، وأن لهم أهمية سياسية كبيرة ، ولذلك تصل قضيتهم إلى حد تهديد المهدي عليه السلام وأصحابه للروم بالحرب إذا لم يسلموهم إياهم.
محاولة السفياني إعطاء حركته الطابع الديني:
وهو أمر طبيعي بملاحظة المد الإسلامي الذي يتعاظم قرب ظهور المهدي عليه السلام ، وبملاحظة أن حركته خطة رومية يهودية لمواجهة المد الإسلامي.
والمتتبع لأخبارالسفياني يجد الأدلة والإشارات على محاولته هذه.
منها، ما في مخطوطة ابن حمادص75 أن السفياني: ( شديد الصفرة به أثر العبادة)، مما يعني أنه يظهر بمظهر المتدين ، ولكن ذلك يكون أول أمره فقط كما يذكر حديث آخر.
وقد يستشكل في وجه الجمع بين ذلك وبين كونه متنصراً يعلق صليباً في عنقه عندما يأتي من بلاد الروم ، ولكن ما نراه من حالة السياسيين العملاء للغرب يرفع الإشكال حيث يعيش بعضهم مع النصارى حتى لا يكاد يتميز عنهم ، ولكن التفسير الذي قدمناه للبس الصليب يرفع الإشكال لأنه لا يلبسه ظاهرا بل يلبسه بما يعطي من مواثيق فيصير منهم باعتبار انه يدافع عن مصالحهم وينفذ أمرهم وكل هذا في السر وليس أمام الناس فان لبس الصليب يدل على الولاء . بل يدل الحديث المتقدم عن مخطوطة ابن حماد ص76: ( يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم ، ويستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله)، على أنه يحرص على إعطاء الطابع الإسلامي لحركته والشرعية لحكمه ، ويجبر العلماء على ذلك. ولعل تعبير يفنيهم مصحف عن: ( يفتنهم)..
إذن السفياني يتزيا بزي الدين ويظهر نفسه انه من المسلمين بل من المتدينين حتى يسيطر على السذج من الناس ويكون الخروج عليه محرم لأنه يعتبر متدين ويقاتل من اجل الدين ويحكم باسم الدين وكل من خرج عليه أو تكلم ضده يعتبر من الذين يحاولون الإساءة الى الإسلام بل والمحارب له يعتبر محاربا للإسلام وكما نعلم فان الإمام المهدي سوف ينكر عليه أفعاله تلك واتفاقياته مع الغرب والمفروض أن الناس لا تعلم بتلك الاتفاقيات مع الغرب , إذن إذا أنكر الإمام المهدي عليه السلام أفعاله تلك فان الناس سوف تكون بجنب السفياني ويحاربون الإمام عليه السلام وهذه الطامة الكبرى لان دهاء وخبث السفياني ينطلي على الكثيرين . إذن لكي لا ينطلي علينا ذلك علينا أن نكون في قلب الحدث ، علينا أن ندرس الأمور عن كثب ، وحتى لا نكون مغفلين ونتبع الباطل والمبطلين اوجب علينا التثقيف السياسي والدورات الحوزوية حتى نكون على دراية وعلم بما يجري حولنا فان من كان لديه علم لا تنطلي عليه ألاعيب السفياني وتضليلاته.
أيها الأخوة المؤمنون علينا أن نكون أكثر حذر ونطيع من ثبتت حجيته بالدليل والبرهان وهو المرجع الجامع للشرائط ولا نخالفه أبدا في صغير الأمور وكبيرها حتى لا نقع في حبائل السفياني والدجال فنكون محاربين للإمام المهدي عليه السلام فنخسر الدنيا والآخرة فان المرجع الجامع للشرائط هو حجة الله على الخلق عند غياب المعصوم وهذه الحجة لنا لازمة وعلينا تامة فعلينا التمسك بها فهي والله المنجية من فتن الدجال والسفياني فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ حتى يمن الله علينا بان نكون من أنصار الحق وقائد الحق الإمام المهدي عجل الله فرجه وعليه السلام ..
هذا البحث منقول من جريدة مهدي الأمم العدد ( 49
)