مميّزات مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الفقهيّة
1 ـ الاتصال بالنبي (صلى الله عليه وآله) : والشيء المهم في فقه أهل البيت (عليهم السلام) هو أنه يتصل اتصالاً مباشراً بالنبي (صلى الله عليه وآله) فطريقه إليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وجعلهم النبي (صلى الله عليه وآله) سفن النجاة، وأمن العباد، وعدلاء الذكر الحكيم حسبما تواترت الاخبار بذلك.
قال(عليه السلام): «لو إننا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من قبلنا، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه(صلى الله عليه وآله) فبينها لنا»[5].
2 ـ المرونة : إن فقه أهل البيت يساير الحياة، ويواكب التطور، ولا يشذ عن الفطرة ويتمشى مع جميع متطلبات الحياة، فليس فيه ـ والحمد لله ـ حرج ولا ضيق، ولا ضرر، ولا إضرار، وإنما فيه الصالح العام، والتوازن في جميع مناحي تشريعاته، وقد نال اعجاب جميع رجال القانون، واعترفوا بأنه من أثرى ما قنن في عالم التشريع عمقاً وأصالة وإبداعاً.
3 ـ فتح باب الاجتهاد : إنّ من أهم ما تميز به فقه أهل البيت (عليهم السلام) هو فتح باب الاجتهاد، فقد دلّ ذلك على حيوية فقه أهل البيت، وتفاعله مع الحياة واستمراره في العطاء لجميع شؤون الانسان، وإنه لا يقف مكتوفاً أمام الاحداث المستجدة التي يبتلى بها الناس خصوصاً في هذا العصر الذي برزت فيه كثير من الأحداث واستحدثت فيه كثير من الموضوعات، وقد أدرك كبار علماء المسلمين من الأزهر مدى الحاجة الملحّة إلى فتح باب الاجتهاد، ومتابعة الشيعة الإمامية في هذه الناحية.
قال السيد رشيد رضا: «ولا نعرف في ترك الاجتهاد منفعة ما، وأ مّا مضارّه فكثيرة، وكلها ترجع إلى إهمال العقل، وقطع طريق العلم، والحرمان من استغلال الفكر، وقد أهمل المسلمون كل علم بترك الاجتهاد، فصاروا إلى ما نرى»[6].
4 ـ الرجوع الى حكم العقل : انفرد فقهاء الامامية عن بقية المذاهب الاسلامية فجعلوا العقل واحداً من المصادر الأربعة لاستنباط الاحكام الشرعية، وقد أضفوا عليه أسمى ألوان التقديس فاعتبروه رسول الله الباطني، وإنه مما يُعبَد به الرحمن، ويكتَسب به الجنان. ومن الطبيعي ان الرجوع إلى حكم العقل إنّما يجوز إذا لم يكن في المسألة نص خاص أو عام وإلا فهو حاكم عليه، وإن للعقل مسرحاً كبيراً في علم الاصول الذي يتوقف عليه الاجتهاد.
[5] اعلام الورى: 270.
[6] الوحدة الاسلامية: 99.
مُقتطف من كتاب اعلام الهداية : الامام محمد الباقر عليه السلام
مما قرأت
نسألكم الدعاء