اقبل العيد --- ففتحت النار أبوابها
بسم الله الرحمن الرحيم – الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطاهرين
من مميزات هذه الأمة الإسلامية المرحومة أنها تتميز بكثرة أعيادها فلها خمسة أعياد هي :-
1- عيد الفطر
2- عيد الأضحى
3- عيد الغدير الأغر
4- عيد النوروز
5- يوم الجمعة من كل أسبوع .
وهذا باب من أبواب رحمة الله الواسعة لهذا الأمة هذا إذا وعينا العيد حق وعايته وعرفناه حق معرفته وأفضل هذه الأعياد الخمسة طبعا هو عيد الغدير وسيأتي الكلام عنه في حينه إن شاء الله تعالى إن دامت الحياة ولكننا مع المناسبة وهي إننا مقبلون على عيد الفطر المبارك فلابد أولا نعرف مامعنى عيد ومن أين اشتقت هذه الكلمة وفي الأمر أقوال هي :-
1- قال بعضهم سمي العيد عيدا لأنه مأخوذ من العهد وفيه يعاهد الإنسان ربه بعدم المعصية والتزام الطاعة حيث شرع الله تعالى فيه استحبابا في غيبة المعصوم عليه السلام صلاة العيد أول ساعة من ساعات العيد ليبدأ الإنسان أو يومه بالوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى لتجديد العهد معه ومع شديد الأسف هذا مالا نرى منه إلا الشئ القليل حيث تفتح المتنزهات على أوسع مصاريعها ويبدأ الفساد بالاختلاط شبابا وشابات ويتشبه الشباب بالشابات وكأننا مجتمع غربي بحت بدعوى الفرحة والنزهة والعيد لقد جعلنا أيام الله وسيلة للميوعة والإفساد مع إننا مجتمع إسلامي محافظ ولكن هذا مع شديد الأسف قبل الثورة كما يعبرون ؟؟؟!!! إن شهر رمضان المبارك هو دورة تطهيرية تربوية للإنسان فلم نأخذ زادنا من هذه الدورة مع شديد الأسف يقول أمير المؤمنين مولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : (( كل يوم لاتعص الله فيه فهو عيد )) وورد أيضا (( ليس العيد من لبس الجديد العيد من خاف الوعيد )) فهذه هي ثمرة صوم شهر رمضان وليست عادة جارية كما اتخذها أكثر الناس لذلك نراهم أيام المحاضرات الحسينية والمجالس الرمضانية يملؤون المساجد والحسينيات وبمجرد بزوغ فجر العيد كأنما نحن ليس في امة الإسلام – موضات – غناء – طرب – تشبه الذكور بالإناث – اختلاط علني – الخ حدث ولا حرج – عندنا في الروايات المعتبرة احتراما لشهر رمضان وكرامة لفضله أن فيه :-
1- تغل الشياطين
2- تفتح أبواب الجنان
3- تغلق فيه النيران
وهذه النيران تفتح يوم العيد فلماذا نسرع إليها يوم العيد لماذا لانسرع إلى أبواب الجنان المفتوحة وهي غاية العيد وغاية رب العالمين وغاية الصالحين وذلك ب :-
1- أداء صلاة العيد
2- زيارة الإمام الحسين عليه السلام وقراءة الدعاء
3- دفع زكاة الفطرة لمستحقيها لإدخال السرور عليهم يوم العيد فان فيه أجرا عظيما – فان صدقة السر تطفئ غضب الرب – وهذه الصدقة لما يعطيها الإنسان أول ماتقع تقع بيد الله تعالى وهو المجازي والمكافي والحديث القدسي يقول بما مضمونه وليس نصا : الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي فليتصدق وكلائي على عيالي وإلا سأدخلهم النار ولا أبالي .
4- زيارة الأرحام وصلة الأقارب والتودد إليهم والعفو والصفح وترك المقاطعة والخصومة وفتح صفحة بيضاء جديدة وترك العتاب والعمل على نشر المحبة والود والتنازل عن الحقوق قربة لله تعالى
5- زيارة الأصدقاء والجيران والمعارف والتودد إليهم
6- قضاء حوائج المؤمنين
أليس هذه الأعمال هي الأطيب للنفس وفيها راحتها وطمأنينتها واستقراها ولذتها فهذه الجنان قد فتحت ألا من متعض؟ نعم إن خليت قلبت
2- قال بعضهم سمي عيدا من العود انه يعود علينا ويرجع في كل عام وهذه نعمة كبرى إننا نغترف في كل عام من مائدة رحمة رب العالمين بأداء ماذكرناه من سبل الطريق الطيب والطاهر وبذلك نفرش لنا أفرشة ليس لها نظير في الدنيا مهما تصورت أو تخيلت – لأنفسهم يمهدون – يفرشون فلماذا أكثر الناس يفرش الدنيا ويترك الآخرة بلا فراش ويستحضرني شاهد جميل على ذلك إن احد أصحاب آل البيت عليهم السلام سألوه لماذا نكره الموت ؟ فقال : تكرهون الموت لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم فلا تحبون أن تنتقلوا من العمار إلى الخراب – وأكثرنا هكذا – والقران الكريم يقول : قل تمنوا الموت إن كنتم صادقين –
اسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم بغفران الذنوب ودخول الجنان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخ
جواد الخفاجي