رفرف القلب... لوعة.. وذهولاً... وهو يرثيك.. بعد أن أبكاه فقدك واستفاض مدامعاً... مدماة... وشجاه ذكرك ليستهل عزاء بيت العلم والفضل –بيت آل الحكيم- البيت الذي رفع ركنه شرف يجر إلى السماء سلاسل من الولاء... والعفة... والكرامة...
متواصلة الحلقات... لهم من كل صنديد... قرم... ليث... لا يشق له غبار.... يروي سفر الخلود.. فصولاً في ذاكرة السنين..... والسانحات من الخواطر... أمست سكرى تداعب قلبي المذهول... وهي ترنو لجلال روحك التي اقتضت التبجيل... والتعظيم.... وحياً تغشى العقول.. يستوحي من السماء فصائدا... تشق سبيلها في الخالدات... وها هو أفق الفضيلة قد غسق.... لأنك الشمس.. والفضيلة مشرقها.... أثكلت - بفقدك سيدي – كنانة العلياء... وأخرست مجامع البلغاء... أخرسها الردى... وأجدبت منابت الرواد خصبها... والسحاب المغدق غادرها إلى المجهول.... بعد أن أحدقت بك المكرمات.... والمثل الجليلة.. التي التقت إطرافها عليك حلقات..تنعى مصاب آل الحكيم..قد رزأت بقائد من قادة النهضة ألوطنيه.. حيث بكى الفيلق.... ولف اللواء.... وتناثرت ضمامة الخلق العظيم... وروداً عبق طيبها.. حين أظلمت آفاق طلاقة الوجه.. مع انفلاق الفجر الحزين... وتجهم بشاشة الثغر الضحوك... حزناً... فتساقطت جمرات فطنة الذهن الخصب.. كمداً... ولوعه.... يا أبا عمار... يا بقية الحكماء.. يا قلباً أفاض عواطفاً من الحنان.. منهلاً يترقرق... ذاب رقة وشجواً للأيتام.. والمساكين... والثكالى... والمعوزين... من فرط إشفاقه وحنوه... متواضع... متضرع.... خاشع.... تعادلت بروحه المخافة والرجاء... واستقام بضميره مطلق اليقين... هابته الليوث خشية سطوته... وتسابقت الصقور هيبة لعزيمته... إيه أبا عمار.. لقد أعرت الدهر إقداما والتقطت القلوب أحاديثك قبل المسامع... وأنت تنطق لغة أودعت منطق الخالدين.. جدول أنت من الفضائل يتدفق... وشعلة أنت تحترق لتضيء... أيتها النفس المباركة... أيها الضمير الطاهر.. يا صفحة من صفحات سفر آل الحكيم ... جبلت على التقوى.. فأضحت حياتك.. إيثار.. وزهد.. ونسك... تألقت في ضمير الكون... يا دنيا الأولياء.. ودنيا الخالدين... خلقت بالمآثر.. وان اختطفك المنون في ميدان الحياة.... ها هو الدهر يرعد بالخطوب.... ويبرق في وعي النفوس والضمائر يخلق روح الجهاد..على دروب حرية الأجيال... لأنك مع آل الحكيم .. اسستموا دوله.... وشيدتموا وطناً.... ورفعتموا علماً..... بناة المجد.. والمجد ينسب للبناة.... انتم يا ال الحكيم... ومجد العراق ومجد حريته... وثورتنا الكبرى - وانتم أبطالها – تتشوق ساحاتها لمثلكم... يا بهاليل الكون.... والسمو العربي.... والالق العراقي..... عذراً سيدي عبد العزيز... ها هو التاريخ وأشلاء الشهداء من سلالتكم ألطيبه.. قد بعثرها نظام ألقتله المأجورين... لكنها غدت صعيداً للأمجاد... تدفقت منها لجج الدماء الزاكيات... أبا عمار... يا شفقاً يشع ... ويشرق افقاً رحيباً على صفحات الخلود... طوفي أيتها الروح.... على دنيا المكرمات... فهناك أنت في العلياء... واتركيني في ظل الذكرى.. وأنت سيدي عمار الحكيم.. أجلُ من المصاب – وان كان جللاً – وأجدر بالعزاء... لأن لك في ميادين المحامد والعزم.... سبق... وأمجاد آباؤك.. هي سورك العالي... وان تحشدت ذكريات الأسى في الأذهان لفقد سليل الدوحة العلوية..... فنم قرير العين سيدي عبد العزيز الحكيم في مثواك.. حيث اجتمعت حشودها لوداعك .... تردد القول بالسلام عليك يوم ولدت... ويوم رحلت... ويوم تبعث حيا.... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم