شرح كتاب الغيبة الكبرى – الحلقة الاولى ( 1 )
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
قال قده : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بدا السيد رحمة الله تعالى باية البسملة وذلك لما ورد في الروايات الشريفة التاكيد على البدا بالكلام باية البسملة لما لها من الاثر والفضل الكبيرين حيث ورد بما مضمونه – كل ذي بال لم يبدا ببسم الله فهو ابتر – اي منقطع . وهذه تربية عالية من المولى سبحانه ليعمق ويرسخ في روح ونفس المؤمن روح العشق الالهي والاتصال الدائم والمستمر مع الله تبارك وتعالى . ( الحمد لله رب العالمين ) ثناء على الله سبحانه على نعمه غير المتناهية والتي لاتعد ولاتحصى والسيد رحمة الله تعالى اثنى على الله تعالى بحمده لا بشكره للفارق الكبير بينهما حيث ان الشكر لايتحقق الا بقبال شئ ما فلايمكن لك ان تشكر شخصا دون سابق خدمة لك فاذا اسدى لك خدمة تشكره والا فلا . واما الحمد فلا يحتاج الى شئ من هذا القبيل فكثير منا يحمد اناسا وهم قد لايعرفونه اصلا بدون مقابل شئ ما وطبعا هنا المثال للتقريب فالامثال تضرب ولاتقاس فحمد الله والثناء عليه بهذا المعنى اي اننا نحمد الله سبحانه بدون طلب مقابل منه جل وعلا نحمده في السراء والضراء وفي الخير وفي الشر وفي كل الاحوال فهو المنعم المتفضل الاول على الخلق اجمعين . ( وافضل الصلاة على اشرف الخلق محمد واله الطاهرين ) الصلاة من الله تعالى رحمة لهم ومن المؤمنين دعاء ومن الملائكة تزكية . ثم بدا رحمة الله تعالى باول موضوعه حول غيبة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بشكل مطلق حيث قال قده الشريف :
( بحث تمهيدي )
مقدمة لما سياتي وهو ( في انقسام ) اقسام او انواع ( الغيبة ) للامام المهدي عج . وطبعا الغيبة هنا هو غيبة بالنسبة لنا وليس للامام المهدي عج واقصد بذلك ان الامام عج معنا يرانا ولكن نحن لانراه ارجو فهم المطلب جيدا فالامام المهدي عج سواء اكان في الغيبة الصغرى او الغيبة الكبرى فهو معنا ونحن برعايته ولطفه ولكننا نحن نجهله لانراه ولانحيط به علما . على كل – 1 – ( لاشك ) ولاريب ولاشبهة في ( ان لل ) الامام ( المهدي عج غيبتين اثنتين ) الاولى صغرى والثانية كبرى ( وهذا ) التقسيم عندنا هو ( من واضحات ) كوضوح الشمس ( الفكر الامامي ) الشيعي الاثنى عشري . واختصاص السيد الشهيد بقوله هذا بالفكر الامامي يدل على خلاف مع المذاهب الاخرى في هذا القول والذي سياتي بيانه وبحثه ان شاء الله تعالى ( بل ) عبارة ترقي من السيد الشهيد في اثبات وضوح قولنا هذا ( من قطعياته ) يقينا لا ظنا من يقينيات ضرورات مذهبنا الشريف التي لاتقبل الرد والتشكيك و( التي لايمكن ) ابدا ( ان يرقى ) يصل ( اليها الشك ) والريب والتردد ( ووافقهم ) اي وافق وانطبق ( عليه ) على هذا القول في مذهبنا ( بعض ) وليس كل ( علماء العامة ) مدرسة الصحابة او مايسمى مدرسة الجمهور ( وقد وردت في ذلك ) التقسيم الذي بينها في فكرنا الامامي ( الروايات ) والاخبار الكثيرة وذلك ( في مصادر الفريقين ) في مصادر مدرسة اهل البيت عليهم السلام وفي مصادر ابناء العامة او مدرسة الصحابة او الجمهور ماشئت فعبر . واليك بعضا منها :-
1-( روى السيد البرزنجي ) في كتابه الاشاعة لاشراط الساعة ص 93 ( عن ابي عبد الله الحسين عليه السلام انه قال لصاحب هذا الامر – يعني المهدي عليه السلام – غيبتان . احداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب . ولايطلع على موضعه احد من ولي ولا غيره الا المولى الذي يلي امره ) وهذه الرواية الشريفة اشارة واضحة الى الغيبتين الاولى والصغرى في قوله – غيبتان - وكذلك اشارة واضحة بان الغيبة الثانية والتي هي الكبرى هي اطول بكثير من الغيبة الصغرى بدليل ياس الناس وعدم التصديق بهذه العقيدة الواضحة في قوله – يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب - وهذا فعلا مانراه مع شديد الاسف في زماننا اليوم نجد ان بعض الناس اصبحت قضية الامام المهدي عج اسطورة او خرافة والمحزن المؤلم بعضهم من ابناء المذهب الذين ينتحلون هذا القول واتذكر في سنة سقوط صدام الهدام لما كان حديث بعض المؤمنين عن الامام المهدي عج كان احد المعلمين اعترض على هذه الفكره قائلا مع شديد الاسف – لما كان راتبي 3000 الاف دينار لم يخرج الامام الان يريد ان يخرج وراتبي اصبح 500 الف دينار لماذا لم يخرج سابقا ؟؟؟؟ هل هذا المعلم مع احترامي لجميع المعلمين والمربين يستطيع ان يربي الاجيال دون ان يربي نفسه .
2-( واخرج النعماني ) في كتابه الغيبة ص 89 ( باسناده عن اسحاق بن عمار قال سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول : للقائم غيبتانا حداهما طويلة والاخرى قصيرة . فالاولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته والاخرى لايعلم بمكانه فيها الا خاصة مواليه في دينه ) ودلالتها واضحة وسياتي الحديث لاحقا ان دامت الحياة في الحلقات القادمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الرسول محمد واله الطاهرين
الشيخ جواد الخفاجي