شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة السابعة (7)
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
خطاب اهل البيت عليهم السلام للناس حول قضية الامام المهدي عج
قال قده الشريف ( هذا ) وبعد كل ماتقدم ( وقد نرى ائمة الهدى عليهم السلام ) انهم ( يخاطبون الناس على قدر عقولهم كما هو المفروض في كل كلام بليغ فهم ) عليهم السلام ( ياخذون ) في خطابهم وكلامهم ( المستوى العقلي والثقافي والايماني لمجتمعهم ) للتفاوت الواقع بين الناس في هذه المستويات المذكورة فياخذون كل ذلك ( بنظر الاعتبار حين ) عندما ( يتحدثون عن ) الامام ( المهدي عج . فاذا كان المخاطب والسامع ذا مستوى عال ) فقد ( كان الجواب عميقا ومفصلا واذا كان ذا مستوى واطئ ) فقد ( كان الجواب مختصرا وناظرا الى زاوية معينة ) لا كل الزوايا بحيث ( يكون متجنبا الخوض الكامل ) والمفصل ( في الجواب ) لعدم قابلية السامع او المخاطب على ذلك ( وطبقا لهذا القانون ) وهو تكليم ومخاطبة الناس على قدر عقولهم ( اخرج النعماني ) في الغيبة ص 78- ( و) الشيخ ( الصدوق ) في الاكمال المخطوط ( عن الامام موسى بن جعفر ) عليه السلام ( انه قال – في كلام له- : يابني عقولكم تضعف عن هذا واحلامكم تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا فسوف تدركوه ) ترونه ( وطبقا لهذا الاتجاه ) في طريقة مخاطبة الناس فاننا ( نسمع الاخبار التالية ) :-
1-( اخرج النعماني ) في الغيبة ص 99 ( عن ابي عبد الله ) الصادق ( عليه السلام انه قال : لو قد قام القائم لانكره الناس لانه يرجع اليهم شابا موفقا ... وان من اعظم البلية ان يخرج اليهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا ) انتهت الرواية وقال السيد الشهيد الصدر قده معلقا عليها ( وهذا الخبر صادق تماما ) وسبب ذلك ( لان ) الامام ( المهدي عج سوف يظهر شابا كما ان من البلاء العظيم والامتحان العميق ) هو ( ان يخرج ) عليه السلام ( شابا اذا كانوا يفكرون كونه شيخا كبيرا ولكنه ) اي الامام الصادق عليه السلام فانه ( لم يقل انهم ) الناس ( يفكرون فعلا بذلك ) بانه شيخ كبير ( ومن هنا ) من هذا المنطلق فانه ( يكون الاختصار في العطاء ان هذا الخبر ) الذي ذكرناه في الرواية ( يوحي بوضوح ان مدة الغيبة سوف لن تتجاوز مدة العمر الطبيعي الذي يكون به الفرد شيخا غير ان الله تعالى سوف يحفظ لل ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( شبابه بحال العمر الذي يمتد مئات السنين ) كما هو واضح فان الله تعالى قادر على كل شئ ( ومن الواضح ) هو ( ان الناس سوف لن يحسبوه شيخا اذ مع تمادي العمر مئات السنين ) فانه ( ينتفي من الذهن مفهوم الشيخوخة تماما و ) عليه فانه ( يبقى تطور شكل الانسان بالقدرة الالهية وحدها ) لا غير ( تلك القدرة التي حفظته ) عليه السلام ( هذا المقدار ) والكم ( من السنين ) الطوال ( ونحو ذلك ) مثله ( الخبر السابق ) الذي ذكرناه ( عن الامام موسى بن جعفر ) الكاظم ( عليه السلام ) و ( الذي يقول فيه : ولكن ان تعيشوا فسوف تدركوه ) – ( فانه من المؤكد ) تماما ( انهم ) الناس ( لو عاشوا لادركوه ) عليه السلام ( و ) حتى ( لو ) فرضا ( استلزم عيشهم ) هو ( ان يبقوا في الحياة مئات السنين ولكنه ) عليه السلام ( لم يقل انهم ) الناس ( سوف يعيشون فعلا ) واقعا ( الى عصر الظهور ) للامام المهدي عج ( غير ان الانطباع ) التصور ( الاولي لاهل ذلك العصر ) السابق ( عن هذا الحديث ) الشريف الذي ذكرناه ( هو ان الظهور يمكن ) له ( ان يحدث خلال عمر طبيعي للانسان ) العادي ( او ) لا ( انه يحدث كذلك فعلا ) وواقعا .
2-( واخرج الصدوق ) في الاكمال المخطوط ( عن زرارة عن الامام ) محمد بن علي ( الباقر عليه السلام انه قال : ان للقائم غيبة قبل ظهوره قلت : ولم قال : يخاف واوما الى بطنه قال زرارة : يعني ) يقصد ( القتل ) بايمائه الى بطنه
3- ( وعن ابي عبد الله ) جعفر ( الصادق عليه السلام قال : للقائم غيبة قبل قيامه قلت : ولم قال : يخاف على نفسه الذبح ) القتل . ( وهذا صحيح ) القول للشهيد الصدر قده ( الا انه ) عليه السلام في حديثه هذا ( لم يحدد ) لنا ( مقدار الغيبة ) مدتها ( ولا انقسامها ) الى غيبة صغرى وكبرى او اولى وثانية والسبب في ذلك هو ( تبعا لمستوى السامعين ) كما تقدم في قاعدة الخطاب.
4- ( واخرج النعماني ) في الغيبة ص 95 ( عن ابي جعفر بن محمد بن علي ) الباقر ( عليهما السلام انه قال : يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض الشعاب ... واوما بيده ) عليه السلام ( الى ذي طوى) وهو وادي من اودية مكة( ... ) الخ ( الحديث ) الشريف ( وقد احتج البرزنجي ) في الاشاعة ص 93 ( بهذا الحديث ) وذلك ( لاجل ) لغرض ( استبعاد الفهم الامامي لل) الامام ( المهدي ) عليه السلام وهي الاطروحة الثانية ( ولا بد ان يكون مراده ) هو ( ان الغيبة بين الشعاب ) هي ( لاتكون الا خلال العمر الطبيعي للانسان ) العادي ( وهذا المضمون وان ناقشناه في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى ص 546 ( الا انه يمكن ) لنا ( القول بصحته ) وذلك يكون ( بعد التنزل – جدلا - ) للجدلية ( عن تلك المناقشة ) المذكورة ( ولايكون ) هذا ( الخبر منافيا مع الفهم الامامي ) الاطروحة الثانية ( بحال ) من الاحوال وذلك ( لوضوح انه يمكن ان نتصور ) الامام ( المهدي عج ساكنا في الشعاب والبراري والقفار طيلة ) سنوات او مدة ( غيبته ) عليه السلام ( مهما طالت ) بعدت او قصرت ( ولا يتعين كونها ) الغيبة ( ذات مدة قليلة كما هو معلوم ) لما بيناه سابقا ( وقد سمعنا في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى ص 546 ( ماروي عن الامام المهدي ع نفسه ) وذلك ( فيما قاله ) عليه السلام ( لعلي بن المازيار ابي ابو محمد عهد الي ان لا اجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والاخرة ولهم عذاب اليم وامرني ان لااسكن من الجبال الا اوعرها ومن البلاد الا عفرها ) والعفراء هي الارض البيضاء التي لاحجر فيها ولا شجر يمكن ان يحتمي بها انسان من الحر ( اذن فمن الممكن ان يكون المراد ) والمقصود ( من كلا الخبرين ) المتقدمين هو ( مضمون واحد غير ان هذا المضمون لم يثبت تاريخيا ) وذلك ( كما سمعنا في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى فراجع ( وسيتضح بجلاء ) بوضوح تام انشاء الله تعالى ( في القسم الاول من هذا التاريخ ) الذي بين ايدينا والان ( بقيت علينا بعض الاستفهامات التي قد تثار حول بعض ماسبق ) اعلاه تاتي ان شاء الله تعالى في الحلقة الثامنة القادمة والحمد لله رب العالمين
الشيخ
جواد الخفاجي