شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة التاسعة (9)
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
قال قده الشريف ( مقدمة )
بعدما انتهى السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه من البحث التمهيدي حول غيبة الامام المهدي عج وقد تم شرحه لثمان حلقات . انتقل المؤلف الى بحث جديد وهو في المقدمة حيث قال قده : ( الغيبة الكبرى ) تعريفها ( هي الزمان ) اي زمان ؟ قال : هو ( الزمان الذي يبدا بنتهاء الغيبة الصغرى ) مباشرة ويمكننا معرفة ذلك ( بالاعلان الذي اعلنه الامام المهدي عليه السلام ) نفسه في ( عام 329 للهجرة ) النبوية الشريفة ( بانتهاء السفارة ) الخاصة ( وبدا الغيبة التامة ) الطويلة الكبرى ( وانه لا ) يكون فيها ( ظهور ) عام علني ( الا باذن الله عز وجل وهو الذي ينتهي بيوم الظهور ) العام العلني ( الموعود ) حسب التخطيط الالهي الحكيم ( الذي يبزغ فيه نور الامام المهدي عليه السلام و ) عندئذ ( تسعد ) كل ( البشرية بلقائه ) عليه السلام ( ليخرجها من الظلمات الى النور ويملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) امين رب العالمين ( ومعه ) فاننا ( نكون الان معاصرين لهذه الفترة ) الغيبة الكبرى و ( التي نؤرخها وسيبقى الناس معاصرين لها حتى ) الى ان ( ياذن الله تعالى بالفرج ) بظهوره العام العلني عليه السلام . ( والاسلام والمسلمين يمرون في هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( باصعب الظروف التي عاشوها بل التي عاشها اهل سائر الاديان السماوية ) الاخرى ( بشكل عام ) وسبب ذلك ( باعتبار ماتتصف به ) هذه الفترة ( من خصائص ومميزات يجعلها من احرج الاحوال في منطق الاسلام ) حسب النظرية الاسلامية الشرعية لا حسب النظريات العلمانية اليوم البعيدة عن الشعور الاسلامي والالهي فنراها اليوم من خلال نظرتها هذه تصور الواقع المعاش الان بان الناس في تطور وازدهار وسعادة في ظل انظمتهم وقوانينهم الجائرة وبعناوين متعددة ومع شديد الاسف الاعم الاغلب من المجتمع قد انساق وراءها وجعل دينه واسلامه مجرد مناسك وطقوس لا غير ( بالنسبة الى ماسبقها ) من الازمنة ( ومايلحقها من الدهور ) القادمة الى حين ظهوره عليه السلام كما تقدم بيانه .
خصائص الغيبة الكبرى
قال قده الشريف :
1- ( الخصيصة الاولى : ) :-
( وهي ) الخصيصة ( الرئيسية التي تعطي شكلها المعتاد ) المتعارف العام ( وهي ) الخصيصة الاولى (: ان المسلمين منقطعون) ماديا لاروحيا ومعنويا ( بالكلية عن قائدهم وموجههم وامامهم ) بحيث ( لايجدون الى رؤيته ) عيانا ( والتعرف عليه ) صراحة ( سبيلا ) طريقا ( ولا الى الاستفادة من اعماله واقواله طريقا ) ايضا ( و ) كذلك ( لايجدون له وكيلا او سفيرا ) نائبا ( خاصا ) كما في الغيبة الصغرى ( ولا يسمعون عنه بيانا ولا يرون له توقيعا ) امضاءا ( كما كان عليه الحال خلال ) اثناء ( الغيبة الصغرى ) له عليه السلام ( اذ في هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( التي نؤرخها ) اليوم ( يكون كل ذلك ) الذي في الغيبة الصغرى ( قد انقطع بشكل عام ) وشامل وتام . ( وبذلك ) الذي ذكرناه ( تتميز هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( عن سائر ) باقي ( الفترات في عمر الاسلام والمسلمين ) فتامل جيدا ( فهي ) الغيبة الكبرى ( تختلف ) كليا ( عن زمان وجود النبي ) صلى الله عليه واله وسلم ( وزمان الائمة الاثني عشر عليهم السلام وزمان ظهور ) الامام ( المهدي عليه السلام ) وذلك سببه يرجع ( ب ) سبب ( وجود القائد والموجه خلال تلك الفترة ) فترة ظهوره ووجوده عليه السلام ( دون ) عكس ( هذه الفترة ) الغيبة الكبرى لعدم ظهوره عيانا ( وتختلف ) الغيبة الكبرى ( عن زمان الغيبة الصغرى ) وذلك ( بوجود السفراء ) الاربعة الخاصين للامام ( المهدي ) عليه السلام ( و) كذلك ( صدور البيانات والتوقيعات عنه ) عليه السلام ( دون ) عكس ( هذه الفترة ) الغيبة الكبرى و ( التي نؤرخها ) اليوم .
2- قال قده الشريف ( الخصيصة الثانية : ) وهي :-
( سيادة ) وانتشار ( الظلم والجور ) والفساد ( في ) جميع ( الارض ) اي ( بمعنى ) بعبارة اخرى ( انحسار ) انعزال (الاسلام بنظامه العادل عن المجتمعات البشرية وماتعانيه البشرية ) اليوم هو ( - نتيجة لذلك - ) الانحسار ( من انحاء ) انواع ( التعسف والانحراف والظلم والحروب ) كما هو ظاهر من الواقع . ( وبذلك ) الذي ذكرناه فانه ( تتميز هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( عن زمان سيادة النظام الاسلامي الكامل ) كما هو واضح ( وهو ) اي النظام الاسلامي الكامل ( ما كان في زمان وجود النبي ) صلى الله عليه واله وسلم ( واقامته لدولة الحق ) الاسلام الحقيقي ( و ) ايضا هو ( ماسيكون عند ظهور الامام المهدي ) عليه السلام ( واقامته لدولة الحق ايضا ) اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله ( وتشترك فترة الغيبة الكبرى بهذه الخصيصة ) الثانية التي ذكرناها ( مع كل ازمنة انحسار الاسلام ) التي مرت حتى ( ولو ) كان ( انحسارا ) انعزالا ( جزئيا ) لا كليا ( عن واقع الحياة ) المعاش ومثال ذلك الانحسار ( كازمنة الخلفاء الامويين والعباسيين وان كانت ظروفنا المتاخرة ) عن زمانهم هي ( اشد واقسى مما قبلها ) وذلك ( من حيث ) جانب ( سيادة المبادئ المادية وقسوة الظلم والتعسف وتهديد البشرية بالفناء بالحرب العالمية الثالثة ) كما هو واضح . والبقية تاتي في الحلقة القادمة والحمد لله رب العالمين
الشيخ
جواد الخفاجي