شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الثالثة عشرة (13)
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
كلامنا في هذه الحلقة المباركة اتماما لما بيناه في الحلقة السابقة والمتعلقة بعوامل التعقيد والغموض في تاريخ الغيبة الكبرى وقلنا بانها اربعة حيث قال الشهيد الصدر الثاني قده في بيانها :-
1- ( العامل الاول : ) هو :-
( ضالة او انعدام الدليل الصالح للجواب ) الشافي ( على بعض الاسئلة ) وليس كلها وذلك ( كما اشرنا ) له سابقا ( كالاشارة الى مكانه ) الامام المهدي عليه السلام ( او تحديد سياسته العامة تجاه الاخرين .... ) الى اخره ( كما سنسمع ) تباعا .
2- ( العامل الثاني : ) هو :-
( ان بعض ) وليس الكل ( ماوردنا من الاخبار ) فانه قد ( قام الدليل على بطلانها و ) كذلك فانه ( اقتضت القواعد العقلية والشرعية ) ايضا ( على بطلانها ) وعدم صحتها ( وذلك ) البطلان وعدم الصحة في الاخبار الواردة كان ( نتيجة لعدم الوعي والانحراف الذي عاشه بعض الراوة ) لا كلهم فمنهم الاولياء والمخلصين كجابر الجعفي وزرارة بن اعين وغيرهم كثير . وقد كان انحراف بعض الرواة ( نتيجة تاثرهم بعوامل الشر السائدة ) والمنتشرة ( في عصور ) وأجيال ( الغيبة الكبرى ) الطويلة الممتدة ( ومن هنا ) الذي بيناه ( كان لابد ) تفيد الوجوب شرعا ( من اخذ الاخبار بحذر ) وتأني ( والنظر اليها ) الى الاخبار الواردة ( بمنظار النقد ) لا منظار التسليم المطلق لها .
3- ( العامل الثالث : ) هو :-
( ان اغلب ) اكثر ( بل جميع ) كل ( ماوردنا من الاخبار مما يصلح ) يكون صالحا ( تاريخيا لهذه الفترة ) الغيبة الكبرى فاننا ( لانجدها تواجه المشكلة المطروحة ) في الغموض والتعقيد ( بصراحة ) كاملة ( او تعطينا الجواب ) لهذا الغموض والتعقيد ( بوضوح ) تام بل بين بين ( بل نراها بجميع اساليبها وحقولها ) المتفرعة عنها ( تحيط ) الامام ( المهدي ع ) عليه السلام ( بهالة ) كبيرة ( من القدس والغموض بحيث لايمكن الكلام المباشر ) والصريح ( عنه او الخوض في حاله وكانه ) بتعبير اخر ( لابد من اعطاء صورة واحدة من حياة وقسم صغير من واقع ) بحيث ( لايكاد يسمن من جوع او يغني عن سؤال ) يعني عديم الفائدة ولايحل المشكلة فلا يفي بالغرض المطلوب ( ومن هنا ) من كل الذي ذكرناه فانه ( يضطر الباحث الى استشمام ) شم ( ماوراء الحدث والنظر الى الدلالات البعيدة ومحاولة ايجاد النظر الجموعي ) الاجمالي لا التفصيلي ( الى الاخبار) الواردة ( وتكوين نظرة عامة موحدة عن الجميع ) تكون ( قائمة على اساس صحيح من حيث قواعد الاسلام ) ومبانيه الصحيحة بحيث لايتعارض معها .
4- ( العامل الرابع : ) هو :-
( عدم مشاركة المسلمين من اخواننا العامة في هذا الحقل ) وهو الغموض والتعقيد في غيبة الامام المهدي عليه السلام ( فانهم رووا في ميلاده ) عليه السلام ( ورووا في ظهوره ) عليه السلام ( الا انهم لم ينسبوا ببنت شفه تجاه اخبار الغيبة الكبرى ) له عليه السلام وكانما هي غير موجودة اصلا ( ماعدا بعض النوادر ) هنا وهناك ( من اخبار مشاهدتهم لل ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( خلال هذه الفترة ) الغيبة الكبرى . ( والعذر لهم ) لابناء العامة ( في ذلك ) في عدم ذكر الغيبة الكبرى هو ( واضح عقائديا و ) السبب في ( ذلك لانهم لايرون ) لايعتقدون ( وجود ) الامام ( المهدي خلال هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( بل يذهب اكثرهم الى ) القول ( ان ) الامام ( المهدي ) عليه السلام هو ( شخص يولد ) وليس مولودا يولد ( في وقته المعين عند الله تعالى ليملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) وهذا ماذكرناه في الاطروحة المتعلقة بفهم مدرسة الجمهور للامام المهدي عليه السلام . فراجع عزيزي القارئ الكريم . قال قده الشريف ( واما نحن ) الامامية ( فحين ) عندما ( نقيم ) نبين ونبرهن ( الدليل على حياته ) عليه السلام ( من حيث إمكانها ) اي انها ممكنة ( وتحققها ) اي انه عليه السلام فعلا موجود ويعيش معنا في هذه الحياة ( ف ) من هنا ( ينفتح الكلام عن الغيبة الكبرى ) بحيث يكون كلاما ( سخيا موفرا ) واضحا ( بما فيها ) الغيبة الكبرى ( من حقائق وتاريخ ) واضح ( اما هذا الدليل ) المتعلق بالحقائق ( والمشار اليه فهو موكول ) متروك ( الى اجزاء اتية من هذه الموسوعة ) وهي اشارة من السيد الشهيد قده الى كتابه ج 4 من الموسوعة وهو اليوم الموعود ( واما التاريخ فهو مما يتكفله هذا الكتاب ) الذي بين يديك عزيزي القارئ الكريم باعتباره كتاب تاريخي . ( ويكاد الكلام ) في هذا البحث التاريخي ( ان ينحصر ) فقط ( فيما ورد من طرق الامامية من الاخبار ) باعتبارها الاصح في الرواية ( فيكون ) عندئذ ( عددها ) الاخبار الواردة ( ولاشك - ) في ذلك هو ( اقل بكثير مما لو ) هذا اذا ( شاركت اخبار العامة ) ايضا ( بامدادها ) باخبارها سواء كانت الاخبار ( نصا ) نصوص ( او ) لا كانت الاخبار عندهم ( معنى ) لانص . ( الا ان ذلك ) الذي ذكرناه من مشاركتهم هو ( مما لايكاد يخل بغرضنا ) وغايتنا وهدفنا ( من هذا البحث ) التاريخي عن الامام المهدي عليه السلام وغيبته الكبرى ( فان الغرض الاساسي منه ) من البحث التاريخي ( هو اثبات الفكرة الكاملة عن الامام المهدي ع ) عليه السلام وذلك يكون ( كما تعتقدها قواعده الشعبية ) المؤمنة به والمنتظرة له عليه السلام ( و ) ايضا ( كما تقتضيها قواعد العقل والاسلام ) بحيث تكون خالية ( من الزوائد والخرافات والانحرافات ) غير المقبولة شرعا وعقلا وفكرا ( ل) كي ( يرى منكروها ) منكروا الغيبة الكبرى ( من اي صنف كانوا من البشر - ) هم ( مقدار مافي الفكرة الامامية عن ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( من عدالة ووعي اسلاميين ) كما سنرى لاحقا تباعا ( ومعه ف ) انه ( ينبغي الاقتصار ) فقط ( على ماورد ) من الاخبار ( في طرقنا ) نحن الامامية ( و ) كذلك ( على السنة ) جمع لسان ( مؤرخينا من كلام ) وارد منهم ( حتى تبرز ) وتتضح للجميع ( الصورة المطلوبة ) المبتغاة ( من خلال ذلك ) روايات واخبار اهل البيت عليهم السلام اضافة الى اقوال مؤرخينا الاعلام ب ( دون زيادة او تحريف ) فان اهل البيت عليهم السلام نبع صافي ( مع ) بالاضافة الى ذلك كله فانه يمكن ( ضم القليل مما ورد من اخبار العامة ) شرط ان يكون ( صالحا ) ليس فيه زيادة او تحريف او خرافة ( لتاريخ هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( فانه يكون ) ضمها هو ( ايضا محطا للاستدلال والاعتماد ) وذلك ( عندما نخرج بصحته بعد التمحيص ) والتدقيق –
بقية المباحث تاتي ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين .
الشيخ
جواد الخفاجي