شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الحادية عشرة (11)
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
كان الكلام في الخصيصة الثالثة لغيبة الامام المهدي عج ووصلنا بحمده سبحانه الى منزلقات هذه الخصيصة وهي ثلاث منزلقات عامة لكل البشرية . وقد تقدم البحث السابق حول المنزلق الاول . وفي هذه الحلقة نكمل الباقي حيث قال قده :
2- ( المنزلق الثاني : ) وهو :-
( مواجهة ) ومجابهة ( الانسان لضروب ) اقسام وانواع ( الاضطهاد والضغط و ) كذلك مواجهته ( للصعوبات التي يواجهها في ) سلوك او اتباع او في سبيل ( الحق والايمان مما يحتاج ) ذلك طبعا ( الى قوة في الارادة ) وصلابة ( والعزم على التضحية ) في سبيل الحق والايمان او التضحية في سبيل غيره خدمة للحق والايمان ودفاعا عنهما ( وهذا المزلق ) الذي ذكرناه ( يواجهه الفرد في زمن انحسار ) انعزال ( الاسلام عن واقع الحياة بما في ذلك زمان الغيبة الكبرى ) للامام المهدي عج كما هو واضح .
3- ( المزلق الثالث : ) وهو :-
( مواجهة ) ومجابهة ( الانسان لضروب ) اقسام او انواع ( التشكيك ) والشبهات والتردد . التشكيك اين هو التشكيك ( في وجود الامام القائد المهدي عليه السلام ) بحيث ( كلما طال الزمان ) في غيبته ( وابتعد شخص الامام ) عليه السلام ( عن واقع الحياة ) ابتعاد مادي والا فهو عليه السلام موجود يرعانا ويرانا ولكن لانراه ( وطغت ) سيطرت وانتشرت واتسعت ( على الفكر الانساني التيارات ) والخطوط والاتجاهات ( المادية التي تستبعد عن حسابها عالم الروح ) لان نظرتها مادية فقط ليس الا ( و ) ايضا هي تستبعد ( كل ماهو غير محسوس ) مادة ( ولامنظور ) عينا ( وهذا المزلق يواجهه الفرد في زمان غيبة الامام المهدي ) عليه السلام ( وخاصة ) تكون المواجهة اشد ( في غيبته الكبرى التي ينعدم فيها السفراء ) الخواص الاربعة ( وبالاخص ) تاكيدا يكون ذلك ( بعد النهضة الاوروبية المادية وبدا عصر الاستعمار وطغيان التيار المادي العالمي الجارف ) كالسيل والذي اجتاح اليوم جميع المنطقة مع شديد الاسف فكانما لاخبر جاء ولا وحي نزل . ؟؟؟!!! ( وبمقدار ) وحجم ( مايستطيع الفرد من تحصيل المناعة ) والحماية والاعتصام ( ضد هذه التيارات ) التي ذكرناها ( و ) كذلك ايضا ( الصمود الفكري امامها والتركيز على مفاهيم ) وتعاليم ( الاسلام وبراهينه ) الواضحة ( فانه ) بذلك كله لابعضه ( يستطيع ) الفرد في مثل هذه الحالة ( ان يضمن سعادته ) الابدية ( عند الله عز وجل في الدنيا والاخرة ) فتاملوا جيدا اعزائي القراء الكرام في اي ابتلاء وتقصير نحن ؟؟؟؟!!! ( وكل هذه المزالق الثلاثة ) المتقدمة ( تجتمع ) جميعا ( بالحاح وتاكيد ) شديدين ( في عصر الغيبة الكبرى ) للامام المهدي عليه السلام ونراه اليوم ( بشكل واضح وصريح ) لايقبل الشك ولايصمد امام المجادلة ( ومن هنا ) فانه قد ( كان الامتحان الالهي ) في الحقيقة هو ( لصلاحية الفرد اسلاميا وقوة ارادته ايمانيا ) وهي نعمة كبرى من المولى سبحانه بحيث ( كان ) الامتحان الالهي ( شديد الوقع كبير التاثير صعب الاجتياز ) العبور بسلام ونجاة منه ( ومن هنا ) فانه ( ورد في بعض النصوص عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ) وذلك ( حين ) لما ( سئلوا عن موعد ظهور ) الامام ( المهدي عليه السلام : ) فانهم اجابوا بما مضمونه ( لا والله حتى تمحصوا ولا والله حتى تغربلوا ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد ) جعلنا واياكم من السعداء ( وهذا الامتحان الالهي ) الذي بيناه الان ( انما شرع وانجز ) من قبل المولى سبحانه وذلك ( ليهلك من هلك عن بينة ) ودليل وبرهان وحجة ( ويحيى من حي عن بينة ) ودليل وبرهان وحجة ( فان من يشقى وينحرف ) والعياذ بالله ( يكون مقتنعا بصواب رايه وعمله ف ) حينئذ ( يهلك شقيا منحرفا فيستحق ) بذلك ( اللعنة الالهية والخسران الابدي ) الدائم في الدنيا والاخرة اعاذنا الله واياكم من ذلك كله ان شاء الله تعالى ( واما من سعد بايمانه نتيجة للامتحان فان ايمانه يكون صلبا قويا ممحصا ) مغربلا اي ( بمعنى كونه) ايمانه ثابتا ( رغم ) مع وجود ( الظلم والطغيان ) الذي يعيشه ( ونتيجة للصمود والانتصار وهو من اعظم واوعى الايمان ف ) انه ( يحيى كل منهما ببينة ويهلكان عن بينة ) اسال الله تعالى لي ولكم عافية الدين في الدنيا وعافية الاخرة بالحشر مع محمد واله صلوات الله عليهم اجمعين والحمد لله رب العالمين .
الشيخ
جواد الخفاجي