رحلة في رحاب الله جل جلاله – ح 2
تحدثنا في الحلقة الأولى عن ذكر لفظ الجلالة – الله – جل جلاله وارتفع في مكانه واجب الوجود الذي أفقر الممكنات ( الموجودات ) إليه حيث جعل فيها الوجود والعدم فله السطوة العظمى والقدرة العليا – الله – ذلك اللفظ العظيم الذي عشقه الأنبياء عليهم السلام فكان طعامهم وشرابهم وملبسهم وحزنهم وفرحهم كأيوب عليه السلام الذي يشكو إلى الله ثقل لسانه الذي منعه من التحرك للنطق بذكر المعبود فقال : رب إني مسني الضر – وهذا هو الضر عدم القدرة على تحريك اللسان للهج بذكر الرحمن . وهذا يوسف الصديق عليه السلام المثال الرائع في العلاقة بين العاشق والمعشوق عيون تدمع شوقا للقاء حبيبها – الله – فهل استطعنا في الحلقة الأولى ذرف الدموع شوقا إلى المعبود ولذة الوفود إليه – لاضجن إليك بين أهلها ضجيج الآملين – فلاتياس من الروؤف الرحمن الرحيم الذي يقول لنا في حديثه القدسي الشريف : إذا قال العبد سبع مرات في قنوته – ياالله – ناديته لبيك وسعديك ربك بين يديك – (( ولانادينك أين كنت ياغاية آمال العارفين )) . فلنكن عارفين بذكره حتى تخشع قلوبنا وتدمع عيوننا فمن لم تدمع عينه في الحلقة الأولى فليكررها وليعيدها ليلا ونهارا حتى يخشع قلبه وتدمع عينه حتى يصل إلى الارتواء من عذب المعبود كأسا لايضما بعدها أبدا . وان دمعت عيوننا وخشعت قلوبنا في الحلقة الأولى فقد نلنا كنزا عظيما ونورا مبينا نحاول بها أن نصل إلى الملكة التي يستوحش منها من افتقدها – يانور المستوحشين في الظلم – وإذا كنت لاتستطيع ذلك ادخل إلى غرفتك وأغلق جميع الأبواب والشبابيك والنوافذ واطفا جميع الإنارة واجعلها غرفة ظلماء سوداء لااحد فيها سواك وتصور انك في وحشة القبر لاانيس ولا قريب ولا بعيد ليس لك إلا الله – عندها تشعر بالذلة والمسكنة والفقر والاحتياج– تنظر يمينا وشمالا لامنجي لك ولا مواسي إلا الله – فتوسل إليه بذكره – استشفع لديك بذكرك – اللهم اجعلنا واجعلهم من الذاكرين – حتى يكون ذكرنا من الباطن نابعا ومن الداخل متفجرا وليس ذكرا ظاهرا خاويا كالصلاة الظاهرية الخاوية – وهاهو أعظم عاشق إلى الله سيدنا ومولانا وشفيعنا صاحب العمامة المسلوبة والمذبوح من القفا إمام الإنس والجان أبا عبد الله الحسين ع حينما يخاطبه أبو تمامه الصيداوي رحمة الله عليه بان وقت الصلاة حل . فقال له الحسين ع : ياابا تمامه ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين – فلم يقل الإمام عليه السلام من المصلين فقط وسكت وإنما قيدها بقيد وهو – الذكر – والفرق واضح كما ترى فيامن تتسم بالعبادة اجعل ذكرك لمعبودك كأنك تراه ويراك – مالي كلما كبر سني زادت معاصيي ويحي أما آن لي أن استحي من ربي.
اسالكم الدعاء
خادمكم
شيخ جواد الخفاجي
Islamy.iraqi