لقد حاول الذين اوجدوا النظام المتري ان يجعلوه مبنيا على اسس طبيعية. من ذلك انهم جعلوا المتر مساويا بالضبط 10 للأس سالب سبعة من المسافة بين خط استواء الأرض وأي من القطبين. ولكن الأخطاء البسيطة التي تحصل عادة في قياس تلك المسافة جعلت المتر يقارب - ولا يساوي بالضبط - الأساس الذي انتخب بموجبه. وقد ظل المتر القياسي لعدة سنين معرفا على انه المسافة في درجة الصفر المئوي بين خطين متوازيين محفورين على مسطرة معدنية مصنوعه من سبيكة البلاتين والأريديوم ومحفوظة في المتحف الأممي للأوزان والمقاييس في سيفر بالقرب من باريس في فرنسا. وصنعت على هذا الأصل نسخ عديدة لتحفظ في دوائر المقاييس في الأمم الأخرى.
لكن هذه الأمتار القياسية أجسام مادية معرضة للضياع أو الدمار وعندئذ نكون بدمارها قد فقدنا أهم وحدة للقياس يستند عليها النظام المتري وذلك أمر يخيف العلماء المعنيين بالوحدات. وقد ساقهم هذا الخوف الى ان يعقدوا مؤتمرا عالميا في عام 1960 ليقترحوا مترا قياسيا على أساس آخر يستطيع أي مختبر حسن التجهيز أن يولده ويعتمد عليه في القياس. وكان المتر الذي اقترحه هذا المؤتمر مستندا على طول الموجه الحمراء البرتقالية التي تنبعث من الذرات المتهيجه لغاز الكربتون 86 . وقد اتفق المؤتمرون على أن المتر القياسي يساوي 1650763,73 موجة من موجات اشعاع الكربتون السالف الذكر.