هل تعلم ما هو البداء
لكي لا نتهم الله ولا نطعن الأنبياء بالكذب علينا ان نفهم معنى البداء وما هو وسنوضح ذلك ببساطة ودون تعقيد وذلك من خلال القصص القرآنية التي اوضحت ذلك وقصص بعض الأنبياء .
قال تعالى {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }الأعراف142 وهنا فشل أصحاب موسى بهذا الأختبار فلم يتوقعوا أن يتأخر موسى (ع) عن موعده وقد اخبرهم إنه يعود بعد ثلاثون يوما , ولكن الله تعالى علم إن منهم أعداء له ولرسوله فأسقطهم في هذه الفتنة قال تعالى { ألا في الفتنة سقطوا } فتأخر موسى (ع) عشرة أيام عن موعده وخلال هذه العشرة أيام اتخذوا العجل إله يعبد من دون الله وهم الذين رأو كيف فلق الله تعالى البحر وأغرق فرعون ورأوا رفع الجبل فوقهم ليظلل عليهم كالسحاب وهم من انزل الله تعالى عليهم المن والسلوى من السماء , وهذا يشير إلى أمر ملفت إلى الإنتباه وهو إن قوم موسى مع ما رأوا من المعجزات الباهرة والخارقة فإذا تأخر عنهم نبيهم بعد الموعد عشرة أيام صنعوا لهم صنم يعبدونه إلى أن يرجع إليهم , فما حال هذه الأمة التي غاب عنها إمامها مئات السنين فهل يعقل أن تبقى على جادة الصواب وهم لم يروا شيء من المعجزات والله العالم إلى أي حد وصل الشرك في هذه الأمة التي ستحذو حذو سالفاتها من الأمم حذو النعل بالنعل قال تعالى{ لتركبن طبقاً عن طبق }.
نعود إلى البداء فقد وقع البداء في مدة ميقات موسى فأخره الله تعالى اربعين ليلة بدلاً من ثلاثين .
أما قصة نوح والبداء الذي حدث فيها وهذه القصة ذكرت في قصص الأنبياء للجزائري , حيث أمرهم نوح(ع) بأن يزرعوا نوى التمر وعندما يصبح نخيلاً ويثمر يأتي الفرج ففعلوا وعندما نضج التمر أتو به نبي الله وطالبوه بالفرج فأوحى إليه الله تعالى أن يأمرهم بإعادة الكرة ويزرعوا النوى فانقسموا ثلاثة فرق فرقة مؤمنة وفرقة كافرة وفرقة منافقة , وأعاد نوح (ع) هذه العملية عشرة مرات وفي كل مرة ينقسمون إلى ثلاثة فرق وفي المرة العاشرة بقيت ثلة قليلة من المؤمنين بنبوة نوح (ع) وقالوا له : نحن نعلم إنك نبي الله ولن نرجع عن ذلك سواء حدث ما قلت أم لم يحدث . وعندها سمع الله تعالى قولهم وعلم منهم صدق نواياهم جائهم الفرج من عنده تعالى .
وكذلك ما حدث في امامة موسى بن جعفر (ع) عندما كان منتشر بين الناس إن الذي سيتولى الإمامة هو ولد الإمام الصادق (ع) إسماعيل فكان الناس كلهم يعتقدون إن اسماعيل هو الإمام الذي يلي الصادق (ع) ولكن الله تعالى امتحن الخلق فأمات الله اسماعيل قبل ابيه فظهرت الفرقة الإسماعيلية التي قالت بأن الإمامة باقية في اسماعيل وانه سوف يعود إليهم وهم موجودون الى الآن وإليك ما جاء في شرح اصول الكافي لمولي محمد صالح المازندراني - ج 6 - ص 89
((الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، قال : حدثني عمر ابن أبان ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فذكروا الأوصياء وذكرت إسماعيل ، فقال لا والله يا أبا محمد ما ذاك إلينا وما هو إلا إلى الله عزوجل ينزل واحدا بعد واحد . * الشرح : قوله ( وذكرت إسماعيل ) هو إسماعيل بن جعفر بن محمد الباقر ( عليهم السلام ) ، وكان رجلا صالحا فظن أبو بصير وغيره من الشيعة أنه وصي لأبيه بعده فلذلك قال الصادق ( عليه السلام ) بعد موته « ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني » .
- واصرح من ذلك الحديث الأول من المجلد الثاني من العيون وروو قول الصادق (ع) لأبنه موسى لما مات اسماعيل : ( .....يا بني احدث لله شكرا فقد احدث فيك عهداً ))
وغيرها من الأمثال في هذا الصدد وهنا نستفيد مما مر بربط هذه العقيدة المهمة بقضية المهدي (ع) فعلينا تربية انفسنا لنكون مسلمين له ولا نتتبع ما يقول لنتحرى ما يحدث منها لأن هذا التصرف الخاطئ نفسه الذي قاموا به اصحاب نوح (ع) وغيرهم من الذين ارتدوا عن دينهم والحري بنا الطاعة والتسليم لأننا نسير مع ولي الله في أرضه فنكون طائعين . وقد جاء في الكافي ج1 ص368 ( إن موسى لما خرج وافداً إلى ربه وعدهم ثلاثين يوماً فلما زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه : قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا صدق الله وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين .
إن البداء الذي وقع في السابق والذي سيقع في اللاحق إنما يكون لأختيار الناس واخراج الصالح منهم من الطالح فالحذر أخوتي من السقوط في هذه االفتنة وكونوا خير جنود واعوان لمولانا المهدي المنتظر (ع) ارواحنا لتراب مقدمه الفداء .
منقول
تعقيب على الموضوع
من الواضح هناك ترابط تام بين الحوادث والاشخاص فكل حادث انما يقع على شخص او مجموعة من الاشخاص او امة بكاملها من حيث موت او حياة او مرض او رزق او أي بلاء اخر.
فالبداء الذي يقع على شخص او عدة اشخاص انما يشمل كافة جوانب حياتهم الاجتماعية والعلمية والسياسية وغيرها
اما ما يخص صاحب هذا الامر فاذا كان قصدك الامام القائم (عج) فاليك هذه الرواية.
عن ابي عبدلله (ع) عندما سئل هل يبدو لله في المحتوم قال {نعم قلنا فنخاف ان يبدو لله في القائم فقال ... ان القائم من الميعاد والله لايخلف الميعاد }
واما اذا كان قصدك اليماني فانه من المحتوم فيقع عليه البداء الزماني وليس البداء الذاتي أي يمكن ان يتغير زمان حدوث قيام اليماني بتآجيله مثلا لعام او اكثر حسب المصلحة في التخطيط الالهي لقضية الامام المهدي (عج)
جعلنا الله واياكم من المناصرين لقائم ال محمد