شرح المناجاة الشعبانية للامام امير المؤمنين عليه السلام – الحلقة الرابعةعشرة ( 14 )
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح (المناجاة الشعبانية للامام امير المؤمنين عليه السلام) -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي نصوص المناجاة الشريفة :-
16- الفقرة السادسة عشر : (( وان خذلتني فمن ذا الذي ينصرني )) :-
قال تعالى في سورة الانفال / 40 : " وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير " – وقال تعالى في سورة الحج / 78 : " واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير " – وكثير من الايات الشريفة الاخرى في هذا المعنى العظيم . وقد جاء النصير في القران الكريم | 44 | مرة – والنصير : هي مبالغة في النصر – أي بمعنى : العون . قال الشيخ الصدوق قده : " الناصر والنصير بمعنى واحد والنصرة حسن المعونة " – والله سبحانه وتعالى هو خير الناصرين . قال تعالى في سورة ال عمران : " وماالنصر الا من عند الله العزيز الحكيم " -
17 - الفقرة السابعة عشر : (( الهي اعوذ بك من غضبك وحلول سخطك )) :-
اعوذ بمعنى الو ذاو التجا بك ياالله من امرين عظيمين هما :-
1- غضبك .
2- وحلول سخطك .
ويقع الكلام في هذين الامرين غضبه سبحانه وتعالى وحلول سخطه . وقبل الخوض في اللفظين نود ان نبين للقارئ الكريم عدة مقدمات هي :-
1- المقدمة الاولى :-
نفهم من الفقرة الشريفة ان الامام امير المؤمنين عليه السلام على يقين تام بان هناك عقاب وجزاء على الاعمال وغضب الهي وسخط رباني . وهو دعوة من الامام عليه السلام الى كل المسلمين بان يستشعروا هذا الشعور وان يتوقعوا ذلك في كل لحظة . وان هذا المصير لامهرب منه الا اليه تعالى كما اشرنا الى هذا المعنى سابقا .
2- المقدمة الثانية :-
نفهم من المقدمة الاولى ان ذلك لا يحدث الا بعد مرحلة انتقال وهي مرحلة الموت .
3- المقدمة الثالثة :-
مادمنا عرفنا المقدمة الاولى والثانية اذن يتحتم علينا عقلا وشرعا دفع هذا الضرر عنا لان الغضب والسخط هما ضرران بلا شك ولا ريب . فاذا عرفنا هذه المقدمات الثلاث علينا ان نعرف الامور التالية :-
1-ماهي واقعية الانسان ؟
2-ماهي اصناف الثواب والعقاب ؟
3-ماهو الموت ؟
4-كيف يكون خوف الانسان من الموت ؟
فاذا اصبح الانسان على معرفة تامة ويقين بهذه الامور الاربعة وبالمقدمات الثلاث حينئذ يكون من الواجب عليه ان يعرف ويبحث عن غضب الله سبحانه وسخطه .
غضب الله سبحانه وسخطه :-
ظاهر كلام كثير من أهل اللغة أن الغضب والسخط مترادفان فتراهم كثيراً ما يشرحون إحداهما بالأخرى، وقد ذكر الثعالبي في فقه اللغة في فصل عقده لترتيب أحوال الغضب ذكر أن السخط هو أول مراتب الغضب، وذكر صاحب الفروق اللغوية أن بينهما فرقاً، وهو أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير، والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير. قال أبو هلال العسكري في كتابه الماتع (الفروق اللغوية ) :أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير يقال سخط الأمير على الحاجب ولا يقال سخط الحاجب على الأمير، ويستعمل الغضب فيهما، والسخط إذا عديته بنفسه فهو خلاف الرضا يقال رضيه وسخطه وإذا عديته بعلى فهو بمعنى الغضب تقول سخط الله عليه إذا أراد عقابه. وعلى اية حال فان غضب الله سبحانه وسخطه هما اثر من اثار الذنوب التي يقوم بها الانسان . - قال النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم : " اذا غضب الله على امة ولم ينزل بها العذاب غلت اسعارها وقصرت اعمارها ولم تربح تجارها ولم تزك ثمارها ولم تقرر انهارها وحبس عنها امطارها وسلط عليها شرارها " – راجع مصدر الرواية في كتاب جواهر الاخبار –
باقي الحلقات تاتي ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين
الشيخ
جواد الخفاجي