[b]الثالث من شعبان ذكرى ولادة سيد شباب أهل الجنة ..
بقلم |مجاهد منعثر منشد
قال تعالى :ـ
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) 1.. عن الرسول الاعظم (ص)
( هبط الي جبريل فأخبرني أنكم قتلى وان مصارعكم شتى ، فحمدت الله على ذلك وسألته لكم الخيرة . قال : فقال له الحسين عليه السلام : يا أبه فمن يزورها ويتعاهدها على تشتتها ؟ فقال : طوائف من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي ، أتعاهدهم في الموقف فآخذ أعضادهم فأنجيهم من أهواله وشدائده .)) .
وعن الامام علي (عليه السلام) : ((يوكل الله سبحانه بقبر الحسين بن علي أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يستغفرون له ويدعون لمن جاءه . رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : يأتي قوم في آخر الزمان يزورون قبر ابني الحسين ، فمن زاره فكأنما زارني ، ومن زارني فكأنما زار الله سبحانه وتعالى ، ألا من زار الحسين فكأنما زار الله على عرشه . ))
وعن الامام الحسين بن علي (عليه السلام) (( من زارني بعد موتي زرته يوم القيامة ، ولو لم يكن الا في النار لاخرجته منها . ))
في عام غزوة الخندق (الأحزاب) وبعد ولادة أخيه الامام الحسن بعشرة أشهر وأيام ..و في يوم 3\شهر شعبان 8\ سنة 4 للهجرة يوم الخميس كانت ولادة سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة سبط الرسول (ص) الامام الحسين (ع) .
كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة .
وكانت مدة الحمل ستة اشهر ..وعندما استقبل النبي الاكرم (ص) حفيده كان عمره 56 سنة وأربعة أشهر و16 يوما ,
وعمر الامام علي (ع) 26 سنة و20 يوما تقريبا ...وعمر والدته البتول الزهراء (ع) 12 سنة ..وكانت مدة خلافته عشر سنين و أشهرا .. كما إنه في اليوم الرابع من شعبان مولد أخيه أبا الفضل العباس .. وفي اليوم الخامس من شعبان ولادة أبنه زين العابدين الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام .
عن رسول الله (ص) : إن الله تعالى خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : قدام العرش نسبح الله و نقدسه و نمجده .
قلت : على أي مثال ؟
قال : أشباح نور ، حتى إذا أراد الله أن يخلق صورنا فصيرنا عمود نور ، ثم قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء و أرحام الأمهات ، لا يصيبنا نجس الشرك و لا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم و يشقى آخرون .
فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب ، أخرج ذلك النور ، فشقه نصفين ، فجعل نصفه في عبد الله ، و نصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة بنت وهب ، و النصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة ، و أخرجت عليا فاطمة .
ثم أعاد عز و جل العمود : إلي فخرجت مني فاطمة ، و أعاده إلى علي ، فخرج الحسن و الحسين ، يعني من النصفين جميعا ، فما كان من نور علي صار في ولد الحسن ، و ما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأمة من ولده إلى يوم القيامة2.
وفيه إشارة لقول : حسين مني وأنا من حسين . في معناه العالي ، وإن كان توجد أحاديث بأن : الحسن مني وأنا من الحسن ، وعلي مني وأنا من علي ، وهم نور واحد في المرتبة العالية.
فهو الامام الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الإمام الشهيد سيد شباب أهل الجنة كنيته أبو عبد الله .
واسمه : الحسين وفي التوراة شبير ، وفي الانجيل طاب وكنيته : أبو عبد الله ، والخاص أبو علي وألقابه : الشهيد السعيد ، والسبط الثاني ، والامام الثالث . قال كمال الدين بن طلحة : كنية الحسين عليه السلام أبو عبد الله لا غير وأما ألقابه فكثيرة : الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والزكي ، والمبارك والتابع لمرضاة الله ، والسبط ، وأشهرها الزكي ولكن أعلاها رتبة ما لقبه به رسول الله صلى الله عليه واله في قوله عنه وعن أخيه : أنهما سيدا شباب أهل الجنة فيكون السيد أشرفها وكذلك السبط فانه صح عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال : حسين سبط من الأسباط . وقال ابن الخشاب : يكنى بأبي عبد الله لقبه : الرشيد ، والطيب ، والوفي والسيد ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والدليل على ذات الله عز وجل والسبط
يقول الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله: ( حسين مني وأنا من حسين، حسين وصي من الاوصياء ) ..
وقال الامام الحسين بن علي (ع) يقول : ما قطرت عين عبد فينا قطرة ولا دمعت عين عبد فينا دمعة الا أثواه الله بها في الجنة حقبا .
و عن ام سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ان جبريل أراني مقتل ابني فسألت الله أن يريني تربة الارض التي يقتل بها . فقال هكذا بيده فوضعها في يدي . يقول : وضع التربة على يد أم سلمة . قالت : قلت : يا بأبي - وحالت العبرة دون الحديث .
وقال زيد بن أبي اسامة ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : من زار قبر الحسين لم تزل الملائكة تحف به حتى يذهب ويرجع بحفظه من الشياطين والجن والانس حتى يرجع إلى أهله ، فإذا رجع إلى أهل فمات في ذلك اليوم أو بعده بجمعة حشر مع الشهداء يوم القيامة .
وكل مايتعلق بالامام الحسين (ع) في ولادته واستشهاده أمر رباني ورأينا على مر العصور كم ظالم وظاغي اراد أن يحارب ويقطع ذكر الامام ابي عبد الله الحسين (ع) الا أن ذكر الامام الحسين (ع) يزداد علوا وارتفاعا ومصير الظاغيين والظالمين في طمس واخفاء .
والامام بقية الله (عجل ) يخاطب جده الامام الحسين (ع) في زيارة الناحية المقدسة بقوله ( ولاأندينك صباحا ومساءا , ولآبكين عليك بدل الدكوع دما ) ..
أن جميع ولاده لكل الانبياء والرسل والاوصياء هي بشارة للبشرية فهم ثورة تاريخية تسير بحركة تاريخية ربانية .
فالولادة تمثل منهج حركة تاريخية من المستقبل الاسلامي .
وخير دليل ولادة يحيي بن زكريا فقد كانت بشارة للمعمورة ..وكذلك ولادة الامام الحسين (ع) .