شرح المناجاة الشعبانية للامام امير المؤمنين عليه السلام – الحلقة العاشرة ( 10 )
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح (المناجاة الشعبانية للامام امير المؤمنين عليه السلام) -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي نصوص المناجاة الشريفة :-
11- الفقرة الحادية عشرة : (( ومااريد ان ابدي به من منطقي واتفوه به من طلبتي وارجوه لعاقبتي )) :-
بقي الكلام في هذه الفقرة الشريفة بعونه تعالى حول نقاط ثلاثة مهمة في الدعاء . وسبق ان بينا بما فيه الكفاية حول الدعاء . لكنه في هذا البحث نحاول ان نبين هذه النقاط الثلاثة بشئ يكفي حاجة القارئ الكريم ان شاء الله تعالى وهي :-
1- المنطق :-
وهو اسلوب الدعاء واختيار الالفاظ . وهذا الجانب مهم جدا في الدعاء لانه يعبر عن مستوى الادب الذي يتمتع به العبد الداعي فمن اسس التربية هو تربية اللسان . قال صدر المتالهين قدس سره الشريف : " فكما ان اجساد البشر تكرم بكرامة الروح فكذلك اصوات الكلام تكرم وتشرف بشرافة الحكمة التي فيها " .
2- الطلب :-
وهو ان يكون شرعيا خارجا عن قدرة الداعي نفسه مثل تكميل النفس وسؤال المغفرة ورضوان الله تعالى ونعيم الجنة . بحيث لايشمل على طلب محرم مثل الدعاء على الوالدين وقطيعة الارحام وماشاكل ذلك . فهذا طلب مرفوض .
3- العاقبة :-
بعض الناس مع شديد الاسف لايعرف معنى العاقبة فبعضهم مثلا لايفرق بين معنى العاقبة ومعنى العقوبة . فعلى سبيل المثال : في احدى السنوات الماضية وعند قراءتي المجالس الحسينية . وهناك صيغة معروفة عند جميع الخطباء الحسينيين انه في بداية او مقدمة المجلس الحسيني او المحاضرة وكان من ضمن هذه الصيغة او العبارة انني اقول : - والعاقبة للمتقين – فلما انتهى المجلس الحسيني سالني احد الحاضرين قائلا لي : شيخنا كيف تقول العاقبة للمتقين ؟ فقلت له : ولماذا ؟ فقال لي : اذا هم متقون فكيف يعاقبون وتريد وتطلب لهم العقوبة ؟ فقلت له : هل انك تظن او تتصور ان العاقبة هي العقوبة ؟ فقال لي : نعم شيحنا . فشرحت له الفرق بين العاقبة والعقوبة . فقال لي : الان فهمت !!!!
فمحل الشاهد : ان العاقبة : هي نتيجة الاعمال الدنيوية لانه كما جاء في الحديث الشريف : " الدنيا مزرعة الاخرة " – والعقوبة : هي نوع العذاب الاخروي للمسيئين . فهذا درس غزير وبحر عظيم من التربية الروحية والاخلاقية والايمانية من سيد الموحدين امير المؤمنين علي بن ابي طالب سيد الوصيين وامام المتقين عليه السلام .
والحمد لله رب العالمين
الشيخ
جواد الخفاجي